2009-05-17 12:55:57

في كلمته قبل تلاوة صلاة "افرحي يا ملكة السماء" البابا يتحدث عن زيارته للأرض المقدسة ويطلق نداء من أجل حماية المدنيين في سريلانكا


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهرا عندما أطل البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو ووفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في الساحة الفاتيكانية صلاة "افرحي يا ملكة السماء". قال البابا: عدتُ أمس الأول من الأرض المقدسة وأود أن أحدثكم اليوم عن رحلة الحج هذه والتي سأتطرق إليها بصورة أشمل يوم الأربعاء المقبل خلال المقابلة العامة. أود أن أرفع الشكر للرب ـ قبل كل شيء ـ الذي مكنني من إتمام هذه الزيارة الرسولية الهامة للغاية. وأشكر أيضا كل من تعاونوا من أجل إتمام الزيارة: بطريرك القدس للاتين، رعاة الكنيسة في الأردن، إسرائيل والأراضي الفلسطينية، الرهبان الفرنسيسكان حراس الأرض المقدسة، السلطات المدنية الأردنية، الإسرائيلية والفلسطينية، المنظمين والقوى الأمنية.

شكلت رحلة الحج إلى الأماكن المقدسة زيارة رعوية للمؤمنين المقيمين هناك، وساهمت في تعزيز الوحدة بين المسيحيين والحوار مع اليهود والمسلمين وبناء السلام. إن تلك الأرض التي ترمز إلى محبة الله حيال شعبه والبشرية كلها، إنما ترمز أيضا للحرية والسلام اللتين يريدهما الله لجميع أبنائه. ويظهر لنا التاريخ القديم والمعاصر أن تلك الأرض باتت رمزا للتناقضات والانقسامات وخلافات لا تعرف نهاية بين الأخوة. كيف يجوز هذا؟ إن الله أرسل ابنه ـ كما يقول القديس يوحنا ـ "كَفّارة لخطايانا" (1 يوحنا 4، 10) وهكذا أصبحت الأرض المقدسة بحد ذاتها "إنجيلا خامسا" لأنه هنا يمكننا أن نشاهد ونلمس واقع التاريخ، تاريخ الله مع البشر. الله دخل في هذه الأرض وتفاعل معنا في هذا العالم. تعتبر الأرض المقدسة عالما صغيرا يلخص مسيرة الله مع البشرية المؤدية نحو ملكوت الله الذي ليس من هذا العالم لكنه يحيا فيه، ويدخل العالم بقوة عدله وسلامه. بدأ تاريخ الخلاص باختيار رجل واحد "إبراهيم" وشعب واحد "إسرائيل"، لكن مخطط الله يرمي إلى خلاص الشعوب كافة. والقديس بطرس يقول إن الله يقبل كل من يخشاه ويمارس العدل مهما كان موطنه، ومن خلال مخافة الرب وممارسة العدل تُفتح أبواب العالم على ملكوت الله وهذا هو الهدف العميق لكل حوار بين الأديان.

بعدها وجه البابا نداء من أجل السلام في سريلانكا معربا عن قربه من المدنيين المقيمين في مناطق النزاع، شمال البلاد. وقال: ثمة آلاف الأطفال والنساء والعجزة انتزعت منهم الحرب سنوات من الحياة والأمن. وأود أن أدعوا بإلحاح الأطراف المتنازعة إلى حماية المدنيين والسماح لهم بإخلاء مناطق النزاع. وأضم صوتي إلى صوت مجلس الأمن الدولي الذي دعا لأيام خلت إلى ضمان أمن المدنيين وسلامتهم. وأحث أيضا المنظمات الإنسانية، بما فيها تلك الكاثوليكية، على بذل كل جهد ممكن لتوفير المساعدات الضرورية للسكان المهجرين، لاسيما الطعام والأدوية. وأوكل البلاد إلى حماية العذراء مريم سيدة مادهو التي يكرمها السريلانكيون كلهم، وأرفع الصلوات إلى الله كيما يعود السلام والمصالحة إلى الربوع السريلانكية.

بعدها وجه البابا تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين وتمنى للكل أحدا سعيدا!

 








All the contents on this site are copyrighted ©.