2009-05-06 14:24:34

البابا يتحدث في مقابلته العامة عن القديس يوحنا الدمشقي ويوجه رسالة إلى الأردنيين والإسرائيليين والفلسطينيين عشية زيارته الرسولية للأرض المقدسة


قال البابا بندكتس الـ16 في ختام مقابلته العامة اليوم الأربعاء مع المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان: "تعلمون أني سأتوجه بعد غد إلى الأرض المقدسة، وأود توجيه رسالة خاصة إلى الأردنيين، الإسرائيليين والفلسطينيين: أيها الأصدقاء الأعزاء، سأغادر روما هذا الجمعة لأبدأ زيارتي الرسولية إلى الأردن، إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأود انتهاز فرصة النقل التلفزيوني والإذاعي لمقابلتي العامة لأحيي شعوب المنطقة كافة. أتطلع بشوق كبير إلى لقائكم، مشاطرتكم تطلعاتكم وآمالكم إضافة إلى معاناتكم ونضالكم. سأحل بينكم كحاج سلام. هدفي الأول هو زيارة الأماكن التي قدسها حضور يسوع والصلاة في تلك الأماكن من أجل هبة السلام ووحدة عائلاتكم وجميع سكان الأرض المقدسة والشرق الأوسط. خلال الزيارة التي ستستغرق أسبوعا ستعقد لقاءات دينية ومدنية بينها اجتماع مع ممثلين عن الجماعتين الإسلامية واليهودية، اللتين حققنا معهما تقدما كبيرا في مجال الحوار والتبادل الثقافي. أوجه تحية خاصة وحارة إلى الكاثوليك المقيمين في المنطقة وأسألهم أن يصلوا معي كيما تأتي الزيارة بالثمار الوافرة لجميع سكان الأرض المقدسة، على الصعيدين الروحي والمدني. فلنمجد كلنا الله على صلاحه وطيبته، ولنكن كلنا أناس رجاء تحركهم الرغبة القوية والسعي الدؤوب إلى تحقيق السلام.

سطر الأب الأقدس في مقابلته العامة شخصية أحد آباء الكنيسة الشرقية وهو القديس يوحنا الدمشقي الذي لعب دورا هاما في تاريخ لاهوت الكنيسة البيزنطية. ولد هذا القديس (واسمه منصور بن سرجون التغلبي) في مدينة دمشق عام 676 من عائلة مسيحية عريقة وغنية، عرفت بفضيلتها ومحبتها للعلم وبمكانتها السياسية والاجتماعية (إذ إن سرجون والد يوحنا ومنصور جده كانا يعملان على إدارة أموال الخلفاء الأمويين وعلى جمع الخراج من المسيحيين) وقد شغل منصور في مطلع شبابه هذا الوظيفة مدة من الزمن.

أضاف البابا أن يوحنا الدمشقي ملّ حياة البلاط الأموي فترك وظيفته والتحق بدير ما سابا بالقرب من القدس نحو العام 700 واتخذ اسم يوحنا تيمنا باسم أستاذه في اللاهوت يوحنا الرابع  بطريرك أورشليم(706-734)، وهناك تكرس للحياة النسكية والزهد والتقشف وانصرف للتأليف الأدبي. تعيد له الكنيسة في الرابع من كانون الأول ديسمبر وقد أعلنه البابا لاوون الثالث عشر معلم الكنيسة الجامعة في عام 1890.

لفت الحبر الأعظم إلى أن الشرق عرف خطب وعظات القديس يوحنا الدمشقي المدافعة عن تكريم الأيقونات المقدسة التي ربطها بسر تجسد ابن الله في أحشاء العذراء مريم. فكان أول من فصل بين العبادة والإكرام، لأن العبادة هي لله وحده بينما يستعمل الإكرام في التوجه لشخص ما ممثل في أيقونة أو صورة. وأضاف البابا أن هذا التمييز أو الفصل بين العبارتين برز بوضوح في الجواب القاطع والحاسم على من ادعوا بشمولية وأبدية حظر كتاب العهد القديم لاستعمال الأيقونات في طقوس العبادة.

ويبقى القديس يوحنا الدمشقي شاهدا بامتياز، تابع البابا، على إكرام الأيقونات المقدسة الذي يشكل ناحية مميزة للاهوت الشرقي وروحانيته حتى اليوم. كما أجاز يوحنا إكرام ذخائر القديسين لقناعته بأنه لا يمكن اعتبار أولياء الله الذي تأهلوا للقيام مع المسيح، أمواتا وحسب.








All the contents on this site are copyrighted ©.