2009-04-08 14:20:24

تأمل يومي مع القديس بولس في الأسبوع العظيم المقدس: أربعاء الآلام


"أعد كل شيء خسرانا من أجل تلك المعرفة السامية، معرفة المسيح يسوع ربي" (فيليبي 3: 8)

ربما ليس من الغريب أن نجد من يكرس ذاته للعلم والمعرفة. لكن الرسول لا يتحدث عن "معرفة أو علم ما" بل عن تلك "المعرفة السامية" التي لأجل اقتنائها اعتبر كل شيء خسرانا. فقد أضحت بالنسبة له الحقيقة الوحيدة لأن موضوعها ليس شيئا ماديا أو حقلا معرفيا أو شريعة مكتوبة، وإنما شخص حقيقي ظهر بشكل فريد للغاية في التاريخ البشري هو يسوع المسيح. بيد أن هذا المسيح الذي يريد أن يعرفه (2 كورنثوس 5: 16) هو ذاك الحاضر دوما بشكل روحي وإلهي يتجاوز الزمان والمكان، والذي يمكنه أن يفاجئ بظهوره المحب من يرغب بزيارتهم ويبغي أن يملأ قلبهم كآنية مختارة، حتى لا يحيوا بذواتهم من بعد، بل يحيا هو فيهم (غلاطية 2: 20) تماما كما حدث له على طريق دمشق. وفي الواقع بعد تعرفه على يسوع المصلوب والقائم من الموت حبا بالإنسان لم تعد هناك بعد اليوم حقيقة أخرى يمكنها أن تكون مطلقة أمام عينيه سواها؛ فكل شيء يُحسب نفاية ويلقى خارجا بهدف الاشتراك بذاك الحدث الأوحد: موت يسوع وقيامته ( فيل 3: 10-11). لقد أدرك أن ما حدث أضحى هو مستقبلنا الذي نمضي قدما لاستقباله. فهل من إمكانية تلفّت يمنة أو يسرة بعد أن تجلت لناظريه "الغاية الوحيدة" (فيل 3: 13)؟ أيكون غريبا أنه لم يعد يريد إلا أمرا واحدا لا سواه: أن "ينسى كل ما وراءه" (فيل 3: 13) أي خطاياه وجهالاته التي غُفرت له، متمطّيا فقط  إلى الأمام ليقبض على المسيح الذي قبض عليه أولا ( فيل3: 12- 13)؟ أيكون غريبا أن نراه يعتبر رسالة التبشير بيسوع فريضة لا بد له منها، والويل له إن لم يبشر؟ (1 كور 9: 16).

وأنت، ما هي المعرفة السامية بالنسبة لك؟ ما هو هدفك في هذه الحياة؟ (إعداد الأب غسان السهوي اليسوعي)RealAudioMP3








All the contents on this site are copyrighted ©.