2009-04-07 15:41:26

تأمل يومي مع القديس بولس في الأسبوع العظيم المقدس: ثلاثاء الآلام


"لغة الصليب حماقة" (1كورنثوس 1: 18)

يأسف كثير من المؤمنين لما يظنون أنه "عدمية الصليب"، كما لو كان كل شيء يقف عند هذا الحد. وفي الواقع إن عين الجسد لا ترى في الصليب إلا قمة الفشل والموت، ولن يكون ممكنا للمنطق البشري الذي يسأل حكمة، وللوجدان اليهودي الذي يطلب الآيات، إلا أن "يتعثّر بشأنه" (لوقا 2: 34). فلقد وضعت حكمة الكورنثيين المؤمن بشكل لا رجوع عنه في ما وراء الصليب مدّعية أن المسيح حكمةَ الله وكلمتَه قد نزل من السماء من غير علم الملائكة وصُلب خطأ، إذ إن قوة وحيه بأكملها توجد في تمجيده وقيامته. أما القديس بولس فلم يُرد بالمقابل إلا التوقف عند مفارقة الصليب: ففي ضعف الله تتجلى قوته، وفي "حماقته" يظهر تفوقه على الحكمة البشرية! ولذا وفي وسط الناس الذين تركوا الصليب خلفهم، لا يريد الرسول أن يعرف شيئا آخر ما خلا المصلوب.

وأنت (يا من تباهي بالصليب)، هل عرفت عِثار المصلوب يوما؟!

(إعداد الأب غسان السهوي اليسوعي)RealAudioMP3








All the contents on this site are copyrighted ©.