2009-03-28 16:30:16

البابا يستقبل وفدا من الشباب الإيطاليين المتطوعين للخدمة المدنية الوطنية ويدعوهم ليكونوا دوما أداة سلام


استقبل الأب الأقدس بعد ظهر اليوم السبت في قاعة بولس السادس بالفاتيكان وفدًا من الشباب الإيطاليين المتطوعين للخدمة المدنية يتقدمهم وكيل رئاسة مجلس الوزراء وعضو مجلس الشيوخ الإيطالي السيد كارلو جوفاناردي. وجه البابا كلمة لزائريه الشباب السبعة آلاف تقريبا، أثنى فيها على التزامهم السخي في الخدمة المدنية الوطنية ورسالة السلام التي يقومون بها، مذكرا بما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني، وتحديدا في الدستور الراعوي حول الكنيسة في عالم اليوم الذي يتطرق في فصله الأخير لمسألة السلام بين الشعوب "ليس السلام أمرًا يحصل عليه الإنسان مرة واحدة، إنما عليه أن يبنيه باستمرار".

وتابع بندكتس السادس عشر قائلا إن الحروب وأعمال العنف لا تعرف وقفة وللأسف، كما أن البحث عن السلام مسألة متعبة وذكّر بأن السباق إلى التسلح الذي تركن إليه دول عديدة ليس السبيل الأمين للحفاظ على السلام لأنه جرحٌ بالغ الخطورة في جسم الإنسانية ويؤذي الفقراء بشكل لا يُحتمل، وأشار إلى أن آباء المجمع تمنّوا اختيار طرق جديدة ابتداء من إصلاح الذهنيات لتحرير العالم من القلق الذي يضغط عليه فيعود إليه السلام الحقيقي.

وبهذا الصدد، قال البابا إن توبة القلب الحقيقية تمثل الطريق الصحيح والوحيد القادر على السير بكل فرد وبالبشرية كلها نحو السلام المرجو... وهي الطريق التي دل إليها يسوع... الطريق التي سلكها ولا يتبعها تلاميذ المسيح وحسب إنما أعداد كبيرة أيضًا من الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة الشهود الشجعان لقوة اللاعنف.

وعاد بندكتس السادس عشر مرة جديدة ليذكر بما جاء في الدستور الراعوي حول الكنيسة في عالم اليوم: "لا يسعنا إلا أن نمدح أولئك الذين يمتنعون عن استخدام العنف في صون الحقوق فيلجأون في الدفاع إلى وسائل هي في متناول أضعف الناس، شرط أن يتم ذلك دون أن يتأذى الآخرون أو الجماعة في واجباتهم وحقوقهم". وقال البابا للشباب الإيطاليين المتطوعين للخدمة المدنية الوطنية إنهم ينتمون لهذه الفئة من صانعي السلام ودعاهم ليكونوا دومًا وأنّى وُجدوا أدوات سلام من خلال نبذ الأنانية والظلم، اللامبالاة والكراهية، ذلك من أجل بناء ونشر العدل والمساواة، الحرية والمصالحة والمغفرة في كل جماعة.

كما ذكّر البابا الشباب برسالته السنوية لليوم العالمي للسلام في الأول من يناير كانون الثاني 2009 وعنوانها "محاربة الفقر، بناء السلام" وحثهم على الاهتمام بحاجات الفقراء وبذل المستطاع لمساعدتهم وقال: يستطيع كل واحد منكم عبر اختبار التطوع المدني في بيئات متعددة أن يتعرف عن كثب على مشاكل البشر ويدعو للتضامن الملموس. وأضاف أن الهدف الرئيس للخدمة المدنية الوطنية تربية الأجيال الشابة على تنمية حس الاهتمام بالأشخاص المعوزين وبالخير العام.

وختم بندكتس السادس عشر كلمته لوفد الشباب الإيطاليين المتطوعين للخدمة المدنية مذكرا بصلاة القديس فرنسيس الأسيزي "يا رب استعملني لسلامك!" لأن من يعطي يأخذ، ومن يصفح ينال الصفح، ومن يموت يولد في الحياة الأبدية... أصدقائي الأعزاء، قال البابا: فيلكن هذا منطقكم في الحياة ليس الآن فقط وانتم شباب إنما في المستقبل أيضًا حينما تضطلعون بأدوار هامة في المجتمع وتكوّنون عائلة وكونوا مستعدين لخدمة الآخرين والعمل لصالح الخير والعدالة.








All the contents on this site are copyrighted ©.