2009-03-21 18:32:33

لقاء البابا مع الشباب في استاد دوس كوكيروس بلواندا: هاءنذا أجعل كل شيء جديدًا


عند الساعة الرابعة من عصر اليوم السبت غادر البابا بندكتس السادس عشر مقر السفارة البابوية في لواندا باتجاه استاد دوس كوكيروس للاجتماع بشباب هذا البلد الأفريقي وقد تمحور اللقاء حول آية من رؤيا القديس يوحنا "هاءنذا أجعل كل شيء جديدًا". بني الاستاد عام 2004 ويسع لثلاثين ألف شخص.

ألقى الأب الأقدس كلمة مسهبة استهلها بالقول "لقد جئتم بأعداد غفيرة للقاء خليفة بطرس والإعلان أمام الجميع عن فرح الإيمان بيسوع المسيح وتجديد الالتزام بأن تكونوا تلاميذه الأمناء"، مستذكرا لقاء سلفه يوحنا بولس الثاني مع شباب أنغولا في السابع من حزيران يونيو من عام 1992.

حيا بندكتس السادس عشر الأساقفة والكهنة ومعدي هذا اللقاء خاصا بالذكر اللجنة الأسقفية للشباب والدعوات برئاسة المطران كاندا ألمييدا. تحية أخرى وجهها البابا للشباب الكاثوليك وغير الكاثوليك الباحثين عن أجوبة لمشاكلهم، وقال: لدى الشباب ـ ومن دون أدنى شك ـ مشاكل كثيرة، ولكنهم يحملون في داخلهم كثيرًا من الرجاء والفرح داعيا للنظر إلى المستقبل بعيني القديس يوحنا الرسول "ورأيت سماء جديدة وأرضًا جديدة (...) ورأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله، مهيأة مثل عروس مزينة لعريسها. وسمعت صوتا جهيرا من العرش يقول هوذا مسكن الله مع الناس".

كما ذكّر البابا بما قاله القديس بولس في رسالته الثانية إلى أهل قورنتس:" فإذا كان أحد في المسيح فإنه خلق جديد. قد زالت الأشياء القديمة، وها قد جاءت أشياء جديدة. وهذا كله من الله الذي صالحنا بالمسيح وأعطانا خدمة المصالحة". وأضاف الأب الأقدس يقول إن الكنيسة لا تشيخ على مر السنين إنما تصبح فتية أكثر فأكثر لأنها تسير نحو الرب وتقترب كل يوم من الينبوع الحقيقي والوحيد حيث تتدفق الفتوة وقوة الحياة.

وتابع البابا قائلا: المستقبل هو الله، وكما جاء في رؤيا يوحنا "سيمسح كل دمعة من عيونهم. وللموت لن يبقى وجود بعد الآن، ولا للحزن ولا للصراخ ولا للألم لن يبقى وجود بعد الآن، لأن العالم القديم قد زال." ولفت بندكتس السادس عشر في كلمته إلى حضور شباب مشوهين بسبب الحرب والألغام، على غرار آلاف آخرين في جمهورية أنغولا، وقال: أفكّر بالدموع الكثيرة التي ذرفتموها بسبب خسارة أفراد من عائلاتكم، وليس من الصعب تصور الغيوم السوداء التي تغطي سماء أحلامكم الأكثر جمالا. وذكّر البابا بما قاله يسوع لتلاميذه" لا تضطرب قلوبكم. إنكم تؤمنون بالله فآمنوا بي أيضًا. في بيت منازل كثيرة ولو لم تكن، أتراني قلت لكم إنّي ذاهب لأُعد لكم مقاما؟

وتوقف بندكتس السادس عشر في كلمته عند مثل الزارع وقال: عندما تقع الحبة على الأرض الطيبة تنمو وتثمر، وذكّر بعدها بما قاله يسوع "إن حبة الحنطة التي تقع في الأرض إن لم تمت تبق وحدها وإذا ماتت أخرجت ثمرًا كثيرًا. من أحب حياته فقدها ومن رغب عنها في هذا العالم حفظها للحياة الأبدية". وشدد البابا في ختام كلمته لشباب أنغولا على أهمية الافخارستيا وحثهم على عدم الخوف من اتخاذ قرارات نهائية حاسمة في حياتهم لأنها الوحيدة التي لا تدمر الحرية إنما تعطيها الاتجاه الصحيح وتسمح بالتقدم وإنجاز أشياء عظيمة في الحياة، وقال: إن للحياة قيمة عندما تثقون بأن الرب لا يترككم أبدا لوحدكم.








All the contents on this site are copyrighted ©.