2009-03-20 13:45:52

البابا يلتقي في مقر السفارة البابوية في ياونديه أعضاء المجلس الخاص بأفريقيا في سينودوس الأساقفة


التقى البابا مساء أمس الخميس في مقر السفارة البابوية في ياونديه أعضاء المجلس الخاص بأفريقيا في سينودوس الأساقفة، وشكل اللقاء الانطلاقة الرمزية لجمعية السينودوس الخاصة بأفريقيا والتي ستُعقد في الفاتيكان في تشرين الأول أكتوبر المقبل حول موضوع "الكنيسة في أفريقيا في خدمة المصالحة والعدالة والسلام: أنتم ملح الأرض، أنتم نور العالم".

أشار بندكتس في مستهل خطابه إلى أن الرب يسوع قدّس أرض القارة الأفريقية إذ وطأت قدماه مصر عندما كان طفلا. وتحدث عن الانتشار السريع للبشرى السارة في شمال أفريقيا الذي عرف عددا كبيرا من الشهداء والقديسين واللاهوتيين. ومع وصول الأوروبيين إلى القارة السوداء خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر تعرفت الشعوب الأفريقية في دول ما دون الصحراء على المسيح، وفي القرنين التاسع عشر والعشرين تدفقت إلى المنطقة مرسلون قادمون من غرب أوروبا، أمريكا اللاتينية وآسيا. وكان هؤلاء الرجال والنساء شهودا للإنجيل تمكنوا من نشر الخبر السار وسط السكان المحليين.

بعدها أكد الحبر الأعظم أن جمعية السينودوس الأولى الخاصة بأفريقيا عام 1994 خطّت الطريق الواجب تتبعها "الكنيسة ـ عائلة الله" في المجتمع الأفريقي المعاصر، مشيرا إلى أن الجمعية الثانية المزمع عقدها هذا الخريف ستتمحور حول المصالحة، العدالة والسلام. وكيما تتمكن من إتمام رسالتها ينبغي أن تكون الكنيسة جماعة أشخاص متصالحين مع الله ومع بعضهم البعض، قال بندكتس، وبهذه الطريقة تستطيع عائلة الله أن تكون أداة لتحقيق المصالحة في مجتمعات تعاني من النزاعات والعنف والحروب والحقد.

أكد البابا في كلمته للأساقفة أن المصالحة ـ في المفهوم المسيحي ـ تستمد جذورها من محبة الله الآب الرحوم وتتحقق بواسطة شخص يسوع المسيح، الذي منح الجميع ومن خلال الروح القدس هبة المصالحة. وذكّر الحبر الأعظم الأساقفة بكلمات لاتّانسيو، أحد آباء الكنيسة الأفريقية في القرن الرابع، الذي قال إن الواجب الأول للعدالة هو النظر إلى كل شخص كأخ، لأن البشر هم أبناء الإله الواحد وهم بالتالي أخوة وأخوات.

في ختام كلمته سطر بندكتس الحاجة الملحة للإصغاء إلى كلمة الله والتأمل في الكتب المقدسة، كي يلتقي كل مسيحي بيسوع القائم من الموت الذي يخاطبه ويضيء في قلبه شعلة الرجاء في الحياة التي وهبها للعالم. وأشار البابا إلى أن الرب يسوع كان وما يزال حاضرا في التاريخ البشري وفي حياتنا، بواسطة سر الإفخارستيا. لا يتخلى عنا أبدا، يبقى معنا حتى انقضاء الأزمنة. وجوهر الدعوة المسيحية هو أن نترك المسيح يحررنا، لأنه انتصر على الموت والخطيئة وصالح بدمه الشعوب كافة.








All the contents on this site are copyrighted ©.