2009-03-19 15:38:03

لقاء البابا مع الجالية الإسلامية في الكاميرون

 


بدأ قداسة البابا بندكتس السادس عشر اليوم الثالث من زيارته الرسولية إلى الكاميرون بلقاء في مقر السفارة البابوية في ياوندي مع الجالية الإسلامية التي تشكل في هذا البلد الإفريقي 21,8% من عدد السكان. حضر اللقاء ممثلون عن العالم الإسلامي وفي طليعتهم رئيس الرابطة الثقافية الإسلامية في الكاميرون بالإضافة إلى رئيس مجلس العلامة وعدد كبير من الوجهاء والفقهاء المسلمين.

وبعد كلمة ترحيب ألقاها ممثل عن الجالية الإسلامية توجه البابا إلى الحاضرين بكلمة عبّر فيها عن سروره بهذا اللقاء الذي يشكل علامة بارزة للرغبة التي نتقاسمها مع جميع البشر ذوي الإرادة الطيبة ـ في الكاميرون وفي أفريقيا والعالم كله ـ بحثا عن فرص لتبادل الآراء حول دور الدين في تعزيز التفاهم بين الثقافات والشعوب وكذلك أيضا التعايش السلمي بين جميع أعضاء الأسرة البشرية.

أضاف البابا أن حضور رابطات مثل رابطة الحوار ما بين الأديان في الكاميرون يبرهن على إمكانية دفع الحوار والتفاهم المتبادل بين مختلف أطياف المجتمع المدني ويساهم أيضا في تكوين نظام سياسي مستقر وعادل. الكاميرون وطن آلاف المسيحيين والمسلمين يتعايشون ويعملون معا ويمارسون معتقداتهم الدينية في بيئة واحدة ويؤمنون بإله واحد ورحيم ويؤدون معا شهادة لقيم العائلة الأساسية وروح المسؤولية المدنية والطاعة لقوانين الخالق ومحبة المرضى والمتألمين.

المسيحيون والمسلمون في الكاميرون مضى البابا إلى القول يكيفون حياتهم وفقا لهذه الفضائل ويساهمون في تعزيز الشخص البشري وينسجون شباك علاقات تضامن مع الآخرين ويعملون من أجل الخير المشترك. إن إحدى مهام الدين اليوم تمكن في التعبير عن قوة العقل البشري، عطية من عند الله، والمتسامي بواسطة الوحي والإيمان. لقد دعينا لمساعدة الآخرين على اكتشاف حضور الله السري في العالم. فإذا استطاع الرجال والنساء السماح لروعة الخلق ورونقه بإنارة عقولهم عندئذ يمكنهم اكتشاف ما هو عقلاني وما هو روحاني. 

أضاف قداسة البابا في كلمته إلى الجانية الإسلامية في الكاميرون أن هذه الرؤية تحملنا على البحث عما هو عادل ومستقيم وعلى الخروج من أنانيتنا والعمل من أجل خير الآخرين. بهذا الشكل يوسّع دينٌ صافٍ آفاق التفاهم البشري ويساهم في ترسيخ ثقافة بشرية أصيلة ترفض مختلف أشكال العنف والتوتالية. في الواقع إن الدين والعقل يدعمان بعضهما لأن العقل يُطهر الدين في ما قوة العقل تتأتى من الوحي والإيمان.

ختم البابا كلمته داعيا الأشقاء المسلمين إلى تطعيم المجتمع بهذه القيم التي تغني الثقافة البشرية وتبني حضارة المحبة. تمنى الحبر الأعظم أن يأتي التعاون بين المسحيين والمسلمين في الكاميرون بثمار وافرة ليكون مثالا للبلدان الأفريقية الأخرى من أجل تحقيق الخير المشترك. 

   

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.