2009-03-18 17:51:32

البابا يحتفل بصلاة الغروب في بازيليك العذراء مريم سلطانة الرسل في ياونده ويتحدث عن القديس يوسف وشهادته


وصل البابا بندكتس الـ16 عصر الأربعاء إلى بازيليك العذراء مريم سلطانة الرسل في العاصمة ياونده فترأس صلاة الغروب بمشاركة الكرادلة والأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وحركات كنسية علمانية إضافة إلى مؤمنين من الطوائف المسيحية غير الكاثوليكية، وسطر في عظته السمات الرئيسة التي طبعت شخصية القديس يوسف خطيب مريم ومربي يسوع المسيح، من خلال كلمات الكتاب المقدس.

تحدث الحبر الأعظم عن الأبوة التي عاشها القديس يوسف بشكل لافت حتى ولو لم يكن الوالد الطبيعي ليسوع، وقال إن من أراد أن يكون أباً عليه أن يكون خادما للحياة والنمو، وهو خير مثال قدمه القديس يوسف عبر تفانيه العظيم: أن يكون المرء خادما أمينا وحكيما.

وتوجه إلى الكهنة داعيا إياهم كي يعيشوا يوميا الأبوّة في خدمتهم الكهنوتية، لأن أساس الكهنوت وجذوره هي الرب يسوع المسيح، مشددا على العلاقة الشخصية مع من دعا تلاميذه ورسله أصدقاء له، وتمر هذه الصداقة من خلال سر الإفخارستيا وذبيحة القداس، ركن كهنوت الخدمة وأساسه ومحوره. ولفت البابا إلى أن المسيح يدعونا مدى الحياة لمشاركته الرسالة والشهادة له كي تصل بشراه لكل الناس وتُعلن في كل المعمورة.

وإذ سطر الخدمة الرعوية التي يقوم بها الكهنة، والتي تتطلب تخليا كثيرا من جانبهم، بالتناغم مع توجيهات أساقفتهم المتحدين معهم ومع سائر الكهنة، أعرب الحبر الأعظم عن شكره الخالص لتفانيهم والتزامهم الحميد في خدمة الكنيسة وشعب الله وحضهم على التحلي بالشجاعة والإقدام كيلا يتراخوا أمام صعوبات الطريق ومسيرتها.

هذا وحث البابا المكرسين والمكرسات والملتزمين في الحركات الكنسية على التشبه بالقديس يوسف الذي عرف أن يحب من دون أن يمتلك من يحب، ودعاهم ليمحضوا من يحيطون بهم اهتماما كبيرا والتحلي بالتواضع والمحبة إزاءهم، عبر أعمال الرحمة والخير، التربية الإنسانية والمسيحية للشباب وخدمة تعزيز المرأة وشؤون أخرى.

وتطرق الأب الأقدس إلى الإسهام الروحي الكبير الذي يقدمه المكرَسون في الكنيسة وحياتها، وشدد على أن الدعوة لاتباع المسيح هي عطية لشعب الله أجمع، على ما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني من أن المكرسين مدعوون، من خلال طاعتهم وفقرهم، للشهادة أمام العالم لأولوية الله والخيور السماوية الآتية (في الحياة المكرسة،85). وأضاف أن القديس يوسف يذكر المكرسين بمعنى وقيمة التزاماتهم لأن الحياة المكرسة هي تشبه جذري بالمسيح، كما فعل الأب سيمون مبيكيه، ابن الكاميرون، المعروف باسم بابا سيمون ودعي المرسل ذو الرجلين العاريتين.

وإلى المؤمنين من الطوائف المسيحية غير الكاثوليكية الذين شاركوا في صلاة الغروب، توجه بندكتس الـ16 في عظته قائلا إن السعي الحثيث لوحدة تلامذة المسيح يشكل تحديا كبيرا للجميع، ولكنه يحض الكل على التوبة الداخلية والتحول إلى المسيح. وختم البابا كلمته داعيا للنظر إلى بولس رسول الأمم والمبشر العظيم بيسوع المسيح والإصغاء أسوة به للإيمان والحقيقة، أساسَي وحدةِ تلاميذ المسيح. 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.