2009-03-09 15:47:31

البابا لرئيس بلدية المدينة الخالدة: روما منارة حياة وحرية وحضارة أخلاقية وتنمية مستدامة


بعد خطاب عمدة بلدية روما جانّي اليمانّو، ألقى الأب الأقدس في الحضور كلمة ذكر فيها بأولى الزيارات البابوية التي قام بها بيوس التاسع إلى الكابيتول عام 1870، وبزيارة بولس السادس عام 1966 وأخيرا زيارة يوحنا بولس الثاني في 15 من يناير 1998، مضيفا أنها تبرز محبة الأحبار الأعظمين وتقديرهم لروما، مركز الحضارة اللاتينية والمسيحية. وحض الجميع على الالتزام بروح مسؤول والعمل معا لصالح المدينة وحياة مواطنيها كي تنفذ مشاريع الألفية الثالثة وتبقى روما، المدينة المضيافة على الدوام، منارة حياة وحرية وحضارة أخلاقية وتنمية مستدامة.

وإذ لفت إلى الحوادث الأخيرة التي عرفتها روما وسببت للجميع انزعاجا عميقا، أكد البابا أن إقصاء الله وشريعته كشرط لتحقيق سعادة الإنسان، لم يبلغ هدفه مطلقا، بل حرم الإنسان من الثوابت الروحية والرجاء الضروري لمواجهة المصاعب والتحديات اليومية. وأضاف أنه يتعين على روما في حقبة ما بعد الحداثة أن تستعيد روحها الأصيلة العميقة وجذورها المدنية والمسيحية كي تعزز أنسنة جديدة تضع الإنسان بكامل واقعه في طليعة أولوياتها واهتماماتها.

وإزاء الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة وتبعاتها على الناس والمواطنين والأسر، سطر الحبر الأعظم دور الجماعة المسيحية والكاثوليكية والتزامها الاجتماعي والخيري لدعم العديد من الأسر التي تجهد لتأمين وتوفير حياة كريمة، مؤكدا استعداد وتعاون الكنيسة مع السلطات لصالح الخير العام. وشدد على قيمتي التضامن والسخاء المتأصلة في قلوب أبناء روما داعيا لوعي الضمير وتحمل كل مواطن مسؤولية الدفاع عن حياة المدينة الخالدة ومستقبل سكانها.

ولفت البابا إلى أن العائلات والشبيبة تأمل في مستقبل أفضل حينما تنحسر الفردية مفسحة في المجال أمام مشاعر التعاون الأخوي بين مكوّنات المجتمع المدني والجماعة المسيحية. كما أمل أن يسهم التعاون واللقاء بين الثقافة والإيمان، بين الحياة الاجتماعية والشهادة الدينية في خلق جماعات حرة تحركها عواطف السلام والتآخي، وأثنى على مشروع مرصد الحرية الدينية الذي أشار إليه العمدة في كلمته.








All the contents on this site are copyrighted ©.