2009-03-04 14:19:51

صدور رسالة البابا لليوم العالمي الـ24 للشبيبة 2009: "جعلنا رجاءنا في الله الحي" (1 طيم 4/10)


"جعلنا رجاءنا بالله الحي" (1 طيم 4/10) هو عنوان الرسالة التي وجهها البابا بندكتس الـ16 لمناسبة اليوم العالمي الرابع والعشرين للشبيبة 2009 الذي سيتم الاحتفال به يوم أحد الشعانين المقبل على صعيد الأبرشيات.

استهل الحبر الأعظم رسالته، التي تمحور حول سبع نقاط، شاكرا الرب على الروح القدس الذي جدد حياة العديد من شباب العالم الذين شاركوا في احتفالات اليوم العالمي للشبيبة بسيدني العام الماضي مشيرا إلى أنه لقاء تاريخي لا يمكن نسيانه. ودعا للاستعداد للقاء العالمي المقبل في مدينة مدريد عام 2011 حول الآية من رسالة القديس بولس لأهل كولوسي: "تأصلوا في المسيح وتأسسوا عليه واعتمدوا على الإيمان" (كول 2/7).

شدد البابا في النقطة الأولى من رسالته على أن الشباب هو زمن الرجاء، فيه تنضج خيارات حاسمة في حياة كل شاب يطفح بمثل عليا وأحلام ومشاريع مستقبلية. تساؤلات عديدة يطرحها الشباب اليوم أمام أجوبة مبهمة  حول مصاعب حياتية وعلاقاتية وعملية، ولكن من أين لهم أن ينهلوا رجاءا ويبقوا على شعلة الرجاء مضاءة؟

أضاف البابا في النقطة الثانية أن المواهب الشخصية والخيور المادية لا تكفي أبدا لتوفير ذلك الرجاء الذي تلهف النفس البشرية بحثا عنه، مذكرا بما جاء في رسالته العامة "بالرجاء نلنا الخلاص" التي كتبها في نوفمبر عام 2007. وقال إن أزمة الرجاء تعصف اليوم بالأجيال الفتية التي تبحث عن مثل وقيم، فتجد نفسها فريسة أوهام مثل المخدرات والكحول وأشكال أخرى من العبودية، ودعا الجميع إلى التزام أولي في أنجلة جديدة تعين الأجيال الجديدة على اكتشاف وجه الله الحقيقي.

بولس شاهد على الرجاء، محور النقطة الثالثة من رسالة بندكتس الـ16 الذي حض الشبيبة والكل على التعلم من رسول الأمم كي "نجعل رجاءنا بالله الحي" (1 طيم 4/10) والذي انطلق بدعوته حين تاب وارتد إلى المسيح على طريق دمشق. وقال للشباب إن بولس كان شابا مثلكم ولكن المسيح غير حياته وبدلها فغدا رسول الإنجيل في أصقاع المعمورة حبا بالمسيح بعد أن كان مضطهدا له.

ولفت البابا في النقطة الرابعة إلى أن الرجاء الأكبر هو بالمسيح الذي لم يكن مثالا أو شعورا أم حسا بالنسبة لبولس بل كان شخصا حيا: هو الرجاء الحي، المسيح الذي يحيا معنا وفينا ويدعونا لمشاركته حياته الأبدية، هو حاضرنا ومستقبلنا، فلم نخاف؟ الرجاء المسيحي هو الشوق إلى ملكوت السماوات والحياة الأبدية.

ودعا الحبر الأعظم في النقطة الخامسة من رسالته للسير نحو الرجاء الأكبر مثلما فعل بولس الرسول الشاب، لأن يسوع يريد لقاء كل شاب وشابة يسألان عن كيفية اللقاء به اليوم وبأية طريقة؟ فحثهم على الإفساح في المجال أمام الصلاة في حياتهم اليومية مشيرا إلى أن سبلا عديدة تمكنهم من الإلفة مع الرب يسوع من بينها الاشتراك بالأسرار الإلهية وخصوصا المناولة القربانية، حيث تنشأ الكنيسة وتنمو كعائلة  المسيحيين الكبرى.

إذا تغذيتم أيها الشباب من المسيح وعشتم مغمورين به مثل بولس الرسول، فلا يمكنكم أبدا ألا أن تتحدثوا عنه وتتكلموا فيه وتدعوا أصدقاءكم وزملاءكم للتعرف عليه ومحبته. هذا ما قاله البابا في النقطة السادسة حين دعا الشباب للعمل بهدي الرجاء الأكبر والشهادة للمسيح القائم من الموت وإلى عدم الإحباط أمام التجارب والعوائق ومحن الحياة، لأن الكنيسة تعتمد عليهم في الرسالة الملتزمة. وحثهم على عدم الانجرار وراء عبادة أصنام جديدة مثل المال والتعلق بالماديات والمصالح الفردية وبالنجاحات الزائفة والحفاظ على تألق إيمانهم طوال عمرهم.

وسطر الأب الأقدس في النقطة الأخيرة صورة بولس الرسول نموذجَ حياة رسولية للشباب مشددا على الإيمان الراسخ والرجاء الوطيد لتحقيق ملكوت الله، كما سأل العذراء مريم، أمَ الرجاء، أن ترافق مسيرتنا الروحية، هي التي أعطت يسوع المخلص للعالم وثابرت على إيمانها به حتى النهاية.








All the contents on this site are copyrighted ©.