2009-03-04 15:25:27

الذكرى الثلاثون للرسالة العامة فادي الإنسان


يصادف اليوم الأربعاء الموافق تاريخ الرابع من آذار مارس الذكرى السنوية الثلاثين لصدور أول رسالة عامة للبابا يوحنا بولس الثاني "فادي الإنسان" في مستهل خدمته الحبرية، ويقول فيها إن فادي الإنسان المسيح يسوع هو محور الكون والتاريخ، إليه يتّجه منا العقل والقلب في هذه الحقبة الفريدة من نوعها من الزمن التي تمر بها الآن الكنيسة والعائلة البشرية جمعاء... في سر الفداء، أي عمل الخلاص الذي أتمه المسيح، لا تشترك الكنيسة في إنجيل معلمها بأمانتها للكلمة وخدمة الحقيقة وحسب، بل تشترك أيضا بطاعتها الملأى بالرجاء والمحبة في قوة الفداء التي أعرب عنها السيد المسيح في كل الأسرار ووضعها فيها، وعلى الأخص في سر الإفخارستيا، ولهذا يعتبر سر الإفخارستيا محور الحياة النابعة من الأسرار وقمتها، ويتقبل كل مسيحي بواسطة هذه الحياة قوة الفداء الخلاصية، بدءا من سر العماد الذي نكفّن فيه بالموت مع المسيح، لنشترك بقيامته على ما يعلّم بولس الرسول...

عندما نوجه في مستهل هذه الحبرية الجديدة أفكارنا وقلبنا إلى فادي الإنسان، نودّ بهذه الطريقة أن ندخل في مجرى حياة الكنيسة ونوغل في صميمه. وإذا كانت الكنيسة تحيا حياتها الخاصة فهذا مرده إلى أنها تنهل هذه الحياة من معين المسيح الذي لا يرغب إلاّ في أن "تكون لنا الحياة وتكون لنا أوفر" وملء الحياة هذه الذي في المسيح، يعود بالفائدة، في وقت معا على الإنسان. ولهذا فإن الكنيسة بما أنها تشترك في ما في سرّ الفداء من غنى عميم، تصبح كنيسة أناس أحياء ويحيون لأن عمل "روح الحق" يحييهم من الداخل لأن المحبة التي يفيضها الروح القدس في القلوب تزورهم، وغاية كل خدمة في الكنيسة سواء أكانت رسولية أم رعوية أم كهنوتية أم أسقفية، هي المحافظة على هذا الرباط الحي رباط سر الفداء بكل إنسان...








All the contents on this site are copyrighted ©.