البطريرك صفير يدعو اللبنانيين إلى الصوم عن الكلام النابي الذي يفعل في النفوس ما لا تفعله الجروح

دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير إلى "الصوم عن الكلام النابي الذي يفعل في النفوس ما لا تفعله الجروح". جاءت دعوة البطريرك في عظة عنوانها "مثل الغني والفقير لعازار"، ألقاها خلال قداس الأحد الذي ترأسه أمس في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي. قال صفير "نجد مرة جديدة في هذه الرواية التضاد بين شخصيتين: الغني الذي يأكل ويشرب ويعيش عيشة بذخ، والفقير الذي لا يمكنه حتى التقاط الفتات الذي يرميه الأغنياء عن مائدة الوليمة.

وفي الواقع إن الرب، بهذا المثل، يريد أن يقودنا على طريق هذه "اليقظة" ... يريد الرب أن يقودنا من لباقة بلهاء إلى حكمة حقيقية، ويعلّمنا أن نعرف الخير الحقيقي. وإذا كان النصّ لا يقول ذلك عن قصد، يمكننا أن نقول إن الغني كان رجلا ذا قلب فارغ، وهو فيما كان يتنعم بالمآدب الفاخرة، كان يبحث فقط عن خنق الفراغ الذي كان يتقلّب فيه: في العالم الآخر، إن الحقيقة الوحيدة التي تتجلّى هي تلك التي كانت تسود هذه الدنيا. طبعا، إن هذا المثل الذي يحضّنا على اليقظة هو أيضا دعوة الى المسؤولية والمحبة اللتين علينا أن نبذلهما الآن لأخوتنا الفقراء، سواء أكان على صعيد المجتمع العالمي بأجمعه، أم كان على صعيد حياتنا اليومية الحقيرة.

وبعدما شرح الإنجيل والآية تفصيلاً، قال البطريرك الماروني:" أيها الإخوة الأعزّاء، هذا الزمن هو زمن الصوم والصلاة والتفكير بشؤون الدين والنفس. لذلك تدعونا الكنيسة إلى الصلاة والصوم والتقشفات، والصوم عن الكلام النابي الذي يفعل في النفوس ما لا تفعله الجراح، هو خير ما نفعله في هذه الأيام الصيامية".

بعد القداس استقبل البطريرك الماروني عددا من المؤمنين ووجه لهم كلمة قال فيها: يجب أن نكون جميعا قلباً واحداً ويداً واحدة لكي ننقذ بلدنا من الأزمة التي يتخبط فيها منذ ثلاثين عاماً، ولذلك علينا أن نتكاتف ونتعاضد وأن نتعاون في سبيل إنهاض البلد من الكبوات المتتالية التي سقط فيها، والله هو من وراء النيات، نياتُكم ونيتنا طيبة والله يقدرنا على الخير الذي نريده لجميع اللبنانيين، وإننا نأمل في أن يكونوا دائماً قلباً واحداً ويداً واحدة في سبيل لبنان وفي سبيل الخير.

(نقلا عن جريدة النهار البيروتية)