2009-02-25 14:15:34

البابا يحتفل بالقداس ورتبة التوبة في بازيليك القديسة سابينا بروما لمناسبة الصوم: مقتطفات من رسالته لصوم 2009


تبدأ الكنيسة الكاثوليكية الرومانية اليوم الأربعاء زمن الصوم الأربعيني استعدادا لليوم الكبير، عيد قيامة السيد المسيح. ولهذه المناسبة، يترأس البابا بندكتس الـ16 عصر اليوم الأربعاء الصلاة في بازيليك دير القديس أنسلموس ويتقدم مسيرة توبة حتى بازيليك القديسة سابينا على هضبة أفنتينو الرومانية حيث يحتفل بالقداس الإلهي ويقيم رتبة التوبة ويبارك الرماد ويذرّه على رؤوس المؤمنين معلنا بدء زمن التوبة.

 

مقتطفات من رسالة البابا بندكتس السادس عشر لصوم 2009

 

أرجو هذه السنة أن أتناول بخاصة قيمة الصوم ومعناه. استعد يسوع من خلال الصلاة والصوم لرسالته التي بدأت بمواجهة حادة مع المجرّب.  يمكننا التساؤل عن القيمة والمعنى اللذين يحملهما إلينا نحن المسيحيين فعل التخلّي عن شيء جيد ومفيد لبقائنا على قيد الحياة.

بما أننا جميعا مثقلون بالخطيئة وتبعاتها، فقد أعطي لنا الصوم كوسيلة نستأنف بها صداقتنا مع الربّ.  إذا يهدف الصوم الحقيقي إلى الأكل من "الطعام الحقيقي" أي عمل مشيئة الآب.  كما أن آباء الكنيسة يتحدثون عن قوة الصوم القادرة على ردع الخطيئة وقمع رغبات "الإنسان الأول" وتهيئة درب نحو الله في قلب المؤمن.

في أيامنا هذه يبدو أن ممارسة الصوم قد فقدت القليل من قيمتها الروحية لتأخذ بالأحرى قيمة علاجية للعناية الجسدية في ثقافة تتميز بالسعي وراء الراحة الجسدية.  إن الصوم مفيد من دون أي شك للهناء الجسدي ولكنه بالنسبة للمؤمنين "علاج" يداوي كل ما يحول دون عملهم بحسب مشيئة الله، [يساعد] على إماتة أنانيتنا وفتح قلوبنا لمحبة الله والقريب.

زد إلى ذلك، فإن الصوم يساهم في توحيد الإنسان جسدا وروحا بمساعدته على تجنب الخطايا والنمو في التقرب من الله. إن حرمان أنفسنا من القوت المادي الذي يغذي أجسادنا يُسهل علينا الاستعداد الروحي للإصغاء للمسيح والاقتيات من كلامه الخلاصي. من خلال الصوم والصلاة، نسمح له بالمجيء إلينا ليشفي غليلنا من الجوع العميق الذي نعيشه في داخلنا هو الجوع والعطش إلى الله.

وفي سبيل الحفاظ على موقف الاهتمام بإخوتنا، أشجّع الرعايا والجماعات كافة على مضاعفة ممارسة الصوم الفردي والجماعي خلال زمن الصوم الكبير وتنمية الإصغاء إلى كلمة الله والصلاة والصدقة.

فحرمان النفس طوعا من ملذة الغذاء والأمور المادية الأخرى يساعد تلميذ المسيح على التحكم بشهوات طبيعته التي أضعفتها الخطيئة الأصلية التي تؤثر سلبًا على كيان الإنسان. أفكر بخاصة بالتزام أكبر من خلال الصلاة، والقراءة الإلهية والعودة إلى سر المصالحة والمشاركة الفعلية في سر الإفخارستيا والمشاركة أولا في قداس الأحد.

لترافقنا الطوباوية مريم العذراء، سبب سرورنا وتدعم جهودنا في سبيل تحرير قلوبنا من عبودية الخطيئة كي تصبح "هيكل الله الحي" على الدوام.








All the contents on this site are copyrighted ©.