لمحة مقتضبة عن تاريخ إذاعة الفاتيكان في الذكرى السنوية الثامنة والسبعين لإنشائها

أحيت إذاعة الفاتيكان لأيام خلت الذكرى السنوية الثامنة والسبعين لتدشينها، في الثاني عشر من شباط فبراير 1931 عندما بدأت الإذاعة بثها برسالة باللغة اللاتينية وجهها عبر الأثير السعيد الذكر البابا بيوس الحادي عشر بحضور غوليلمو ماركوني مؤسس الإذاعة، والكاهن اليسوعي الأب جوزيبيه جان فرانشيسكي، أول مدير لراديو الفاتيكان. وللمناسبة نقدم لمستمعينا الكرام لمحة مقتضبة عن تاريخ الإذاعة.

غداة اتفاقية اللاتيران عام 1929 كلف البابا بيوس الحادي عشر غوليلمو ماركوني بإنشاء محطة إذاعية داخل دولة حاضرة الفاتيكان الجديدة ودعا إلى إدارتها الأب اليسوعي، جوزيبي جانفرانشيسكي وفي الثاني عشر من شباط فبراير 1931، دشن البابا بيوس الحادي عشر مركز الإذاعة بخطاب باللغة اللاتينية أثار تأثر العالم كله. وفي التاسع من شباط فبراير 1939، توفي البابا بيوس الحادي عشر ونقلت الإذاعة بتسع عشرة لغة وقائع انتخاب البابا الجديد بيوس الثاني عشر.

لدى اندلاع الحرب العالمية الثانية في شهر أيلول سبتمبر 1939 كانت الإذاعة وسيلة هامة لإعلام حر على الرغم من الرقابة والتشويش. أقسم غوبلز إسكاتها في ما كانت عناصر المقاومة الفرنسية تنقل برامجها وتوزعها سريا. كان للإذاعة هيئة محررين مؤلفة من آباء يسوعيين تبث بتسع لغات.

مع نهاية الحرب اغتنى البث بلغات أخرى واقتضت الحاجة شبكة هوائيات جديدة. في عام 1958، سنة انتخاب البابا يوحنا الثالث والعشرين، نشأت استوديوهات ومكاتب جديدة في مركز متحف بطرس السابق للتجاوب مع النمو المتزايد للإذاعة.

في عام 1978، بعد حبرية البابا يوحنا بولس الأول القصيرة، انتُخب البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الزيارات الرسولية العظيمة لإيطاليا والخارج. في نهاية الثمانينات بلغت إذاعة الفاتيكان درجة مرموقة من الكفاءة والمهنية على صعيد دولي. في التسعينات انتقلت الإذاعة للبث عبر الأقمار الاصطناعية وباتت حاضرة اليوم على شبكة الإنترنت. حاليا تبث إذاعة الفاتيكان أكثر من ثماني وأربعين ساعة يوميا على ست شبكات بأربعين لغة ويعمل فيها أربعمائة شخص من مختلف بلدان العالم معظمهم علمانيون: "عالم مصغر في خدمة البابا والكنيسة الجامعة".