2009-02-15 15:18:24

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا يشبه داء البرص بالخطيئة التي تدنس قلب الإنسان وتبعده عن الله


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهرا عندما أطل البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو ووفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي كعادته ظهر كل أحد. قال الحبر الأعظم: في إنجيل هذا الأحد يحدثنا القديس مرقس عن شفاء الأبرص الذي اقترب من يسوع المسيح، جثا أمامه وقال له: "إن شئت فأنت قادر على أن تبرئني"، فأشفق عليه يسوع ومد يده فلمسه وقال له: "قد شئت فابرأ". ثم طلب إليه الرب ألا يُخبر أحدا بشيء، لكن الأبرص الذي شفي من دائه لم يقوى على السكوت، فانصرف وأخذ ينادي بأعلى صوته ويذيع الخبر. فراح المرضى يأتون إلى المسيح من كل مكان فصار لا يستطيع أن يدخل مدينة علانية.

قال يسوع للأبرص "ابرأ". لن يكن  يُعتبر البرَص بالنسبة للشريعة اليهودية داء جسديا وحسب إنما كان يُنظر إليه كأخطر أشكال الدنس. وكان يُبعد المريض عن مدينته وبيئته لحين شفائه المؤكد من الداء. وكان البرص نوعا من الموت الديني والمدني، والشفاء كان بمثابة القيامة من الموت، وبداية حياة جديدة. ويرمز الداء أيضا إلى الخطيئة التي تدنس قلب الإنسان وتبعده عن الله.

فالخطايا التي نرتكبها ـ قال البابا ـ تُبعدنا عن الله، وإن لم يعترف بها الإنسان بتواضع موكلا نفسه إلى الرحمة الإلهية تؤدي إلى موت الروح. جاء المسيح على الأرض ليحمل آلام البشر ومآسيهم. لقد أصبح كالأبرص، عندما تألم ومات على الصليب، إذ دنسته خطايانا. فعل كل ذلك بدافع المحبة، ليصالحنا مع الله ولينل لنا المغفرة والخلاص. فقد نقانا المسيح، المائت على الصليب والقائم من الموت، برحمته اللامتناهية، ووهب لنا محبته، فرحه وسلامه.

بعدها سأل الحبر الأعظم العذراء مريم، التي حفظها الله من وصمة الخطيئة، أن تساعدنا على عدم السير في طريق الخطيئة، وعلى اللجوء إلى سر الاعتراف، سر الغفران الواجب أن نعيد اكتشاف قيمته وأهميته في حياتنا المسيحية. هذا ثم وجه البابا تحياته الحارة بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين الحاضرين في الساحة الفاتيكانية، وتمنى للكل أحدا سعيدا.








All the contents on this site are copyrighted ©.