2009-02-08 15:55:44

صلاة التبشير الملائكي: البابا يدعو المؤمنين إلى الصلاة من أجل المصالحة في مدغشقر

 


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص ليحدث المؤمنين الذين توافدوا بالآلاف إلى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان على الرغم من رداءة الطقس وهطول الأمطار ويتلو معهم صلاة التبشير الملائكي. قال البابا إنجيل اليوم يشكل استمرار لإنجيل الأحد الفائت الذي يحكي عن يسوع الذي بعد أن تحدث في مجمع كفرناحوم شفى مرضى كثيرين بدءا من حماة بطرس. دخل بيتها فوجدها في فراشها مصابة بالحمى. فدنا وأخذ بيدها وأنهضها وللحال تركتها الحمى. وبعد الغروب شفى جموعا كثيرة من المرضى المصابين بأمراض مختلفة. لا شك أن خبرة شفاء المرضى اتخذت لها مكانا واسعا في رسالة يسوع لا بل إنها تدعونا مرة أخرى إلى التأمل بمعنى المرض وقيمته في مختلف الحالات. إن هذه الفرصة تتاح لنا أيضا من خلال اليوم العالمي للمريض الذي سنحتفل به يوم الأربعاء القادم الحادي عشر من فبراير الذكرى الليتورجية لعذراء لورد. مضى قداسة البابا إلى  القول على الرغم من أن المرض جزء من الخبرة البشرية يصعب علينا أن نعتاد عليه ليس فقط لكونه في بعض الأحيان صعبا وخطيرا إنما أيضا لأننا من أجل الحياة. إن إحساسنا الباطني يحملنا على التفكير بالله كملء الحياة لا بل كحياة أبدية وكاملة. وعندما يختبرنا الألم نتساءل عما هي إرادة الله؟ الجواب على هذا التساؤل يكمن في الإنجيل. نقرأ في إنجيل اليوم أن يسوع شفى كثيرين مصابين بأمراض مختلفة وطرد الشياطين. وفي إنجيل متى نقرأ أن يسوع كان يجول في كل الجليل ويعلم في مجامعهم ويبشر بإنجيل الملكوت ويشفي الشعب من كل وجع ومرض. يسوع يعطينا الثقة بأن الله هو إله الحياة يشفينا من كل مرض. هنا تبدو عظمة محبة الله الذي يعيد إلى البشر كمال الروح والجسد. هذا يعني أن التبشير والشفاء متحدان ويشكلان رسالة واحدة رسالة رجاء وخلاص. وبفضل عمل الروح القدس يتواصل عمل يسوع في رسالة الكنيسة. وعبر الأسرار يشفي يسوع جموعا كثيرة من الأخوة والأخوات وذلك من خلال عمل الجماعات المسيحية في خدمة المرضى والمحتاجين والضعفاء. مسيحيون كثير ـ كهنة ورهبان وعلمانيون ـ يقدمون خدماتهم في مختلف أنحاء العالم من أجل يسوع المسيح طبيب الروح والجسد. فلنرفع الصلوات من أجل جميع المرضى. وليختبر كل واحد منهم عظمة محبة الله وغنى نعمته الخلاصية. يا مريم صلي لأجلنا.

هذا ثم تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي. وأضاف يقول تشهد هذه الأسابيع توترات سياسية قوية في مدغشقر ولدت اضطرابات شعبية. ولهذا السبب دعا أساقفة الجزيرة إلى يوم صلاة من أجل المصالحة الوطنية والعدالة الاجتماعية. وإني إذ أعبر عن قلقي الشديد أمام ما يحصل في هذا البلد أدعوكم إلى الاتحاد مع كاثوليك مدغشقر موكلين الضحايا إلى شفاعة الرب وسائلين بشفاعة مريم العذراء عودة الصلح والهدوء والتعايش المدني إلى هذا البلد. وكما أشرت سابقا يحتفل في الحادي عشر من فبراير الجاري بالذكرى الليتورجة لعذراء لورد وباليوم العالمي للمريض. وسوف ألتقي عصر الأربعاء في بازيليك القديس بطرس المرضى والمؤمنين بعد القداس الذي سيحتفل به الكردينال لوزان باراغان. وإني أمنح بركتي لجميع المرضى والعاملين في القطاع الصحي والمتطوعين في مختلف أنحاء العالم. بعدها وجه البابا تحيات بلغات عديدة إلى الوفود الحاضرة ومنح الجميع بركته الرسولية.          


 








All the contents on this site are copyrighted ©.