2009-02-07 15:22:42

رسالة الحبر الأعظم لمناسبة اليوم العالمي للمريض 2009: كرامة الحياة البشرية فوق كل اعتبار


صدرت اليوم السبت رسالة البابا بندكتس الـ16 لمناسبة اليوم العالمي للمريض المرتقب في 11 من شباط فبراير الجاري، المصادف وتذكار العذراء مريم سيدة لورد، وقد خصصها للأطفال المرضى أو ضحايا العنف الجسدي في كل أنحاء العالم، داعيا الحكومات لدعم القوانين والإجراءات الكافلة حقوق القاصرين وعائلاتهم. 

هذا وستجري الاحتفالات هذه السنة على صعيد الأبرشيات إذ يقيم الأساقفة الصلوات مع مؤمنيهم وسائر الحركات الكنسية ويفكروا في المبادرات الواجب اتخاذها للتوعية على واقع الألم الحقيقي، وللتوقف، كما قال البابا، متأملين خلال السنة البولسية الجارية مع رسول الأمم عند كلمته: "فكما تفيض علينا آلام المسيح، فكذلك يَفيض علينا بالمسيح العزاء" (2كور1/5).

وجه الحبر الأعظم في رسالته الأنظار صوب الأطفال، الخلائق الأكثر ضعفا وهشاشة، وبنوع خاص المرضى منهم والمتألمين والمعذبين. وقال: لا يستطيع المسيحي أن يقف مكتوف الأيدي أمام صراخ الألم الصامت الذي يطلقه الأطفال المرضى والمتروكون في العالم، فضميره الإنساني والمؤمن لن يسمحا له بذلك بل يفرضان عليه واجب التدخل لمعونتهم ومساعدتهم.

ولفت الأب الأقدس إلى أن هناك كائنات بشرية صغيرة (أطفال) تحمل في أجسادها نتائج أمراض معوّقة بينما تكافح أخرى وتصارع مع علل لا شفاء منها على الرغم من تطور الطب. وسطر البابا أن أطفالا كثيرين مجروحون في جسدهم ونفسهم نتيجة الصراعات المسلحة والحروب وأن آخرين سقطوا ضحايا بريئة بسبب حقد أشخاص بالغين. وأشار إلى أولاد الشارع المحرومين من عطف أسرة وحنانها والمتروكين لعنانهم، وإلى القاصرين الذين تأذوا من انتهاك أناس جهلة لبراءتهم، فسببوا لهم شرخا نفسانيا كبيرا مدى العمر. كما لم يغرب عن بال البابا عددا لا يحصى من القاصرين الذي يموتون نتيجة العطش والجوع ونقص العناية الصحية، وكذلك اللاجئين الصغار الذين رحلوا عن أرضهم مع ذويهم طلبا وراء العيش الكريم.

شكر الحبر الأعظم الهيئات الكنسية التي تعنى بتخفيف ألام وعذابات أولئك الأطفال والصغار، مقتدية بمثل السامري الصالح وعملا برحمة يسوع تجاه أرملة نائين في الإنجيل. كذلك ثمن دور المنظمات الدولية والوطنية وشجعها على مواصلة سخائها في رعاية الأطفال المرضى، في البلدان الفقيرة خصوصا. كما وجه نداء ملحا للمسؤولين عن الأمم كي يدعموا القوانين والإجراءات اللازمة لصالح الأطفال المرضى وأسرهم.

وشدد الأب الأقدس مؤكدا على مبدأ المسيحية الأساسي وهو سمو الكرامة البشرية على كل شيء، ولأن تعليم الكنيسة لا يتبدل مع مرور الزمن بل تعلن على الدوام أن الحياة البشرية جميلة ويجب أن يحياها المرء بملئها حتى ولو كان ضعيفا يتصارع والآلام.

وأعرب البابا في ختام رسالته عن قربه الروحي من جميع الإخوة والأخوات المتألمين والمرضى وممن يعنون بهم ويرعوهم: أساقفة، كهنة، مكرسين وعلمانيين ومتطوعين وجميع العاملين في القطاع الصحي. وحيا الأطفال المرضى والمتألمين قائلا لهم إن البابا يعانقهم بعاطفة أبوية مع ذويهم وأهلهم وأقربائهم ويؤكد لهم صلاته الدائمة على نيتهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.