المتروبوليت كيريل بطريركًا لموسكو وسائر روسيا. برقية البابا

غداة انتخاب المتروبوليت كيريل بطريركًا جديدًا لموسكو وسائر روسيا وجه البابا بندكتس السادس عشر برقية تهنئة لرأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قال فيها إنه تلقى بفرح نبأ انتخابه بطريركًا سائلا الله أن يمنحه حكمة وافرة لتمييز مشيئته والمواظبة بمحبة على خدمة الشعب الموكل إليه ومؤازرته في الأمانة للإنجيل والتقاليد العظيمة للأرثوذكسية الروسية. كما سأل الأب الأقدس الرب أن يباركَ جهود البطريرك الجديد للحفاظ على الشركة بين الكنائس الأرثوذكسية والسعي للشركة التامة التي هي هدف التعاون والحوار بين الكاثوليك والأرثوذكس. هذا وعبّر بندكتس السادس عشر لبطريرك موسكو وعموم روسيا عن قربه الروحي والتزام الكنيسة الكاثوليكية في التعاون مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية للشهادة على حقيقة الرسالة المسيحية والقيم التي تستطيع وحدها مؤازرة عالم اليوم على طريق السلام والعدالة والاهتمام بالمهمشين.

انتُخب إذا المتروبوليت كيريل يوم أمس الثلاثاء بطريركًا لموسكو وسائر روسيا ليقود الكنيسة الأرثوذكسية الروسية خلفًا لألكسي الثاني الذي توفي في كانون الأول ديسمبر 2008. جرت عملية الانتخاب في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو وحصل متروبوليت سمولينسك وكالينغراد ورئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية في بطريركية موسكو البالع من العمر 62 عامًا، حصل على 508 من أصوات أعضاء مجمع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية السبعمائة، في ما حصل منافسه الوحيد المتروبوليت كليمنت على مائة وتسعة وستين صوتا.

وما مِن تم إعلان انتخاب البطريرك الجديد حتى قُرعت أجراس كنائس موسكو وسيتم تنصيب رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية يوم الأحد القادم وتجدر الإشارة إلى أن البطريرك الجديد هو الأول الذي يُنتخب منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في ديسمبر 1991، أما الكنيسة الروسية الأرثوذكسية فتَعد 165 مليون مؤمن بينهم 30 مليونًا خارج روسيا.

ولمناسبة انتخاب المتروبوليت كيريل بطريركًا لموسكو وسائر روسيا أصدر المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيين بيانًا جاء فيه: تلقّينا نبأ انتخاب متروبوليت سمولينسك وكالينغراد ورئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية ببطريركية موسكو بطريركًا لموسكو وعموم روسيا. نُسَر بانتخاب بطريرك أقمنا معه علاقات أخوية منذ سنوات عديدة كما التقى الأبَ الأقدس بعد انتخابه في أبريل 2005 ومن ثم في مايو 2006 وديسمبر 2007.

وتابع البيان: نتّكل على مواصلة مسيرة التقارب المشتركة التي بدأناها. لا نريد بالطبع أن نغفل عن المصاعب التي لا تزال موجودة ولكننا مستعدون ونرغب بالتعاون في الحقل الاجتماعي والثقافي للشهادة على القيم المسيحية، بدون أن ننسى الهدف الأخير للحوار ألا وهو تحقيق وصية يسوع المسيح، ربّنا، أي الشركة الكاملة لجميع تلاميذه.