2009-01-26 12:29:44

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وبعد اعتقال يوحنا، جاء يسوع إلى الجليل يعلن بشارة الله فيقول: "حان الوقت واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالبشارة". وكان يسوع سائرا على شاطئ بحر الجليل، فرأى سمعان وأخاه أندراوس يلقيان الشبكة في البحر، لأنهما كانا صيادين، فقال لهما: "اتبعاني أجعلْكما صيادي بشر". فتركا الشباك لوقتهما وتبعاه. وتقدم قليلا فرأى يعقوب بن زبدى وأخاه يوحنا، وهما أيضا في السفينة يصلحان الشباك. فدعاهما لوقته فتركا أباهما زبدى في السفينة مع الأُجَراء وتبعاه. (مرقس 1/14-20)

 

قراءة من المطران بطرس مراياتي أسقف الأرمن الكاثوليك بحلب

 

من حسن الحظ أنه ليس لدينا صورة تاريخية للسيد المسيح، فيستطيعَ المرء أن يتخيله كما يشاء. ما أحسن ما قال بولس الرسول: "فإذا كنا قد عرفنا المسيح يوما معرفة بشرية، فلسنا نعرفه الآن هذه المعرفة" (2 كور5/16). وهنا يعود إلينا السؤال: "ما هوية يسوع المسيح؟ كل الألقاب وكل الأسماء وكل التعريفات لن تكفي لتحدد هوية السيد المسيح لأنه يجمع بينها جميعا ويتخطاها جميعا، فهو لا ينتمي إلى عرق أو شعب أو بلد أو لغة. 

أتريد أن تتعرف على هوية يسوع؟ إن يسوع المسيح هو ابن بلدي وبلدك، ابن شعبي وشعبك، لأنه فوق كل البلاد وكل الشعوب. إنه ليس مُلكا لأحد ولا يرضى أن يمتلكه أحد لأنه للجميع. هو مواطن في كل وطن، يحمل جنسية البشرية جمعاء، دائرة نفوسه هي العالم بأسره، إخراج قيده يأتيه من السماء، لا يحمل جواز سفر، يقول: "أنا يسوع المسيح" ويكفيه ذلك تعريفان فتُفتَح أمامه الأبواب وتسقط الحواجز، فيعبر الحدود ليدخل قلوب جميع الناس. لأن قلب الإنسان يبقى من أصل واحد ولون واحد وشكل واحد ونبض واحد، مهما اختلفت ألوان البشَرة ورمز الدم، أو تعددت المناطق الجغرافية والمشاعر القومية، أو تنوعت الميول النفسية والآراء.

(من كتاب "أَبحِر إلى العمق، تأملات في مطلع الألف الثالث، دار نعمان للثقافة، جونية، لبنان، 2003)








All the contents on this site are copyrighted ©.