2009-01-06 15:57:20

في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في عيد ظهور الرب البابا يطلق نداء جديداً من أجل وقف العنف في غزة


"أتابع بقلق شديد المواجهات المسلحة العنيفة الدائرة في قطاع غزة. وفيما أؤكد أن العنف ونبذ الحوار لا يقودان إلا باتجاه الحرب، أود تشجيع المبادرات والجهود التي يبذلها كل من يسعى إلى مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على الجلوس إلى طاولة الحوار. وأسأل الله أن يدعم جهود صانعي السلام".

هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر ظهر الثلاثاء في أعقاب تلاوة صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس لمناسبة الاحتفال بعيد ظهور الرب. وقد وجه الحبر الأعظم أطيب تمنياته لمؤمني الكنائس الشرقية التي تتّبع التقويم اليولياني، وتحتفل غداً بعيد الميلاد. وقال: إذ أتذكر أخوتنا وأخواتنا في الإيمان أتجه روحياً إلى الأرض المقدسة والشرق الأوسط.

بعدها تذكر بندكتس السادس عشر في كلمته عشرات الأطفال الذين اخُتطفوا في الأشهر القليلة الماضية على يد المجموعات المسلحة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي هاجمت قرى عدة مسببة سقوط العديد من القتلى والجرحى. وناشد الحبر الأعظم الخاطفين الإفراج عن الأطفال المحتجزين ليعودوا إلى أحضان عائلاتهم، وينعموا بالأمن والنمو. كما أعرب البابا عن قربه الروحي من الكنائس المحلية حاثاً رعاتها ومؤمنيها على التمسك أكثر فأكثر بإيمانهم ورجائهم المسيحي.

 

البابا يحتفل بالقداس الإلهي بالبازيليك الفاتيكانية في عيد ظهور الرب

وكان البابا بندكتس السادس عشر قد احتفل صباح الثلاثاء بالقداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية لمناسبة عيد ظهور الرب. قال الحبر الأعظم في عظته إن التقليد اللاتيني يحيي في هذه المناسبة ذكرى زيارة المجوس للطفل يسوع المولود في بيت لحم، وظهور المسيح المنتظر أمام الشعوب الوثنية. أما التقليد الشرقي فيُحيي هذا اليوم ذكرى عماد المسيح في مياه نهر الأردن، عندما ظهر كالابن الوحيد للآب السماوي وحل عليه الروح القدس. والقديس يوحنا الإنجيلي يقول إن الرب ظهر لتلاميذه، في عرس قانا الجليل، حيث حوّل يسوع الماء إلى خمر فأظهر مجده وآمن به تلاميذه.

بعدها دعا البابا المؤمنين إلى التأمل في رمز النجم الذي قاد ملوك المجوس إلى مغارة بيت لحم. فقد شاهد هؤلاء نجماً جديداً، وعرفوا أنه علامة لميلاد ملك وجاؤوا ليسجدوا له. وقد شبه الكتّاب المسيحيون القدامى المسيح بشمس جديدة. أما نحن، وفي ضوء معرفتنا لعلم الفلك، يمكننا أن نشبه المسيح بنجم مركزي، لا يشكل محور النظام الشمسي وحسب، إنما محور الكون والتاريخ بأسرهما.

وتابع الحبر الأعظم يقول إن المسيح ومن خلال قيامته من بين الأموات، وهب البشرية رجاء جديداً، ومن يؤمن بالمسيح يحمل هذا الرجاء سلاحاً في وجه الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها البشرية، إزاء الحقد والعنف المدمّر، وأمام الأنانية خصوصاً عندما يعتبر الإنسان نفسه سيد مصيره وهذا منطق يعرض للخطر حياة الكائن البشري وكرامته.

هذا ثم ذكّر البابا المؤمنين بما جاء في رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس: "إن الله جعل كل شيء تحت قدمَي المسيح وجعله رأساً للكنيسة، وهي جسده وملءُ ذاك الذي يسع كل شيء في كل شيء" (أفسس 1، 22 – 23). عيد الدنح هو عيد ظهور الرب وهو عيد ظهور الكنيسة أيضاً، لأن الكنيسة هي جسد المسيح، ولا يمكن فصل الرأس عن الجسد.

في هذا العيد تدعو الكنيسة كل مؤمن للاقتداء بالقديس بولس الرسول لأن يكون كالنجم الذي قاد ملوك المجوس إلى مغارة بيت لحم للقاء الطفل الإلهي. هذا ما فعله رسول الأمم الذي كرّس حياته، بعد ارتداده، لحمْل نور المسيح للبشر وليقود بالتالي إليه جميع الشعوب. لقد جعلت نعمة الله من بولس "نجماً للأمم"، والكنيسة مدعوة ـ في ضوء هذه الحقيقة ـ لإعادة اكتشاف رسالتها التبشيرية وإعلان البشرى السارة بلا كلل وتعب على جميع الأمم.

وفي ختام عظته دعا الحبر الأعظم المؤمنين للصلاة من أجل رعاة الكنيسة كيما يجعلوا من كلمة الله غذاءهم اليومي وينقلوها بأمانة إلى الأخوة والأخوات. وأكد البابا أن رعاة الكنيسة يصلون بدورهم من أجل المؤمنين مذكراً إياهم بأن كل مسيحي معمد مدعو لإعلان المسيح على العالم قولاً وفعلا.








All the contents on this site are copyrighted ©.