2009-01-02 12:12:30

البابا في صلاة التبشير الملائكي: لم ينظم يسوع حملات لمحاربة الفقر ولكنه بشر الفقراء بالإنجيل


ما إن انتهى الاحتفال بالقداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانية، حتى توجه البابا بندكتس الـ16 إلى مقره الخاص وأطل بتمام الثانية عشرة ظهرا من على شرفة مكتبه ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس ويهنئهم بعيد رأس السنة.

وبعد أن وجه تهانيه إلى جميع الحاضرين والمستمعين والمشاهدين، قال البابا إن هذه الأمنيات هي تمنيات الإيمان المسيحي الذي يرسخها ويعززها في زمن الميلاد، تجسد كلمة الله المولود من مريم العذراء، آملا أن يكون الغد والمستقبل أفضل من الماضي، فنعمل على أنفسنا كي نكون أفضل ومسؤولين بعض الشيء، فنعتمد على صلاح الله ومحبته.

وفيما تعيّد الكنيسة تذكار والدة الله مريم القديسة، تحتفل أيضا وللمرة الثانية والأربعين باليوم العالمي للسلام مشيرة إلى أن المسيح هو أمير السلام. وعلى خطى البابا بولس السادس، اختار بندكتس الـ16 موضوع محاربة الفقر لبناء السلام عنوانا لرسالته ولكي يسعى للحوار مع قادة الأمم والمنظمات الدولية، فيقدم إسهام الكنيسة الكاثوليكية لتعزيز وإنماء نظام عالمي يليق بالإنسان.

وأضاف البابا أن هدفه الأول في بداية سنة جديدة هو دعوة الجميع حكاما ومواطنين عاديين لعدم التسليم لليأس إزاء الصعاب والإخفاقات بل العمل على تجديد التزامهم المتواصل. ولفت إلى الشطر الثاني من عام 2008 المنصرم شهد ظهور أزمة اقتصادية مهولة، وتجب بالتالي قراءتها بإمعان على أنها آفة خطيرة  تتطلب البحث عن أسبابها والعمل عليها.  فلا يكفي قال البابا أن نضع رقعة جديدة في ثوب بال وقديم، إذ إن وضع الفقراء نصب أعين الجميع وفي المكان الأول يعني التحول بشكل قاطع وحاسم إلى التضامن الشامل الذي تحدث عنه البابا يوحنا بولس الثاني.

وختم بندكتس الـ16 بالقول إن يسوع المسيح لم ينظم حملات لمحاربة الفقر ولكنه بشر الفقراء بالإنجيل لافتدائهم الشامل من البؤس المعنوي والمادي، وهو ما تجري عليه الكنيسة اليوم عبر رسالتها التبشيرية الدائمة وتعزيز الروح الإنسانية. 

ووجه البابا في كلمته تحية تهنئة لرئيس الجمهورية الإيطالية جورجيو نابوليتانو متمنيا للأمة الإيطالية دوام الإزدهار والترقي والسلام. كما حيا باللغة الفرنسية مرشدي وقادة كشافة ودليلات فرنسا الذين يقومون برحلة حج إلى روما، وخص فريقا من الشباب اللبناني أنشد للبابا بعض الترانيم وهم يلوحون بالعلم اللبناني فدعاهم لمواصلة أعمال الإيمان والمحبة والتضامن عبر شهادتهم وأناشيدهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.