2009-01-02 15:03:28

حصيلة عام 2008 في كلمات رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام الكردينال مارتينو

 


يجب أن تصمت الأسلحة لإعطاء صوت للحوار. هي كلمات رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام الكردينال مارتينو ترسم حصيلة العام المنصرم. قال نيافته إن الحوار هو السبيل الوحيد لإحلال السلام في العالم وخصوصا في الأرض المقدسة التي تدميها أعمال العنف. ليس هناك من بديل للحوار لتسوية الأزمة في قطاع غزة حيث تزداد الهجمات من هذا الطرف وذاك على حساب المدنيين الأبرياء. وليس من قبيل الصدفة أن دعا البابا بندكتس السادس عشر في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام لعام 2009 الجميع إلى نقد ذاتي لأن المناهج المعتمدة حتى الآن أبدت عقمها وعجزها عن إسكات دوي الأسلحة.

عن المسألة الدينية التي يتناولها الإعلام العالمي في تعليقه على حالات النزاع والحروب المسلحة قال نيافته إن مشاكل كثيرة تُنسَب حصرا إلى الفروقات الثقافية والدينية التي تجد أصولها في حالات عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية. وينطبق هذا الأمر على قضية الشعب الفلسطيني المتشابكة. في غزة تُداس كرامة الإنسان منذ عقود في ما يجد البغض والتطرف غذاء له. لا بد هنا من الإشارة إلى أن عقيدة الكنيسة الاجتماعية تضع احترام كرامة الإنسان في صلب عملية البحث عن السلام.

وللخروج من هذه الأزمة قال الكردينال مارتينو يكفي أن تُذكِّر الجماعة الدولية والدبلوماسيات والمجتمعات المدنية بأن الاحتقار والنسيان والتقليل من احترام كرامة الإنسان أمورٌ تكمن في جذور كل نزاع إلى جانب تدهور البيئة والظلم وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية. عن دور منظمة الأمم المتحدة في مواجهة حالات الحروب والنزاعات قال رئيس المجلس البابوي للعدالة والسلام إنها الرد الوحيد على المشاكل العاصفة بعالم اليوم.

وفي تطور آخر ألمح نيافته إلى الدور الرئيس للهيئة الأممية في التقارب بين الشعوب من خلال الحوار بين مختلف الديانات من أجل ترسيخ أسس السلام العالمي. وعن الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان قال الكردينال مارتينو إن هذا الإعلان يتضمن ثلاثين بندا بشأن حقوق الشخص البشري الأساسية وأعني الحق في الحياة وفي الحرية الدينية وفي الغذاء.

أحبار كثيرون أشاروا إلى الجذور الإنجيلية لهذه الحقوق. الكردينال بيرتوني قال إنها الحقوق الأساسية لكل حقوق الإنسان التي وللأسف لا تزال تُنتهك وتُداس إذ إن الحق في الغذاء يغيب لأكثر من مليار شخص في العالم. وما القول عن الحرية الدينية أو عن كرامة الشخص البشري التي تدوسها القوانين العرقية. 

إن الكنيسة تصر على ضرورة احترام جميع الحقوق المتعلقة بكرامة الشخص البشري المخلوق على صورة الله ومثاله ولاسيما الحق في الحياة منذ اللحظة الأولى لتكونها في أحشاء الأم وحتى نهايتها الطبيعية. الكنيسة تدافع عن الحق في الحياة لكل إنسان بغض النظر عن لون بشرته أو انتمائه الديني أو الإيديولوجي. 


 








All the contents on this site are copyrighted ©.