2008-12-29 14:40:07

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الاثنين 29 ديسمبر 2008


مجزرة غزة مستمرة أمام صمت أطراف كثيرة وانقسام الرأي العام العربي

واصلت إسرائيل قصف قطاع غزة ضاربة عرض الحائط بنداءات المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار وفك الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة. يحصل هذا في الوقت الذي قال فيه زعيم حزب الليكود ناتنياهو إن إسرائيل مضطرة لإسقاط نظام حماس في غزة. أما وزير الدفاع الإسرائيلي باراك فقال من جهته إنها حرب شاملة ضد حماس وإن إسرائيل تنوي القضاء على هذه الحركة وتغيير الوضع في جنوب البلاد.

بغض النظر عن أبعاد هذه العملية العسكرية التي أضحت على حد رأي الخبراء العسكريين حربا مفتوحة تعكس نوايا إسرائيل بضرب حماس في العمق وعن الضحايا التي حصدت حتى الآن إلى حد أن استخدم البعض تعبير المحرقة الإسرائيلية في غزة يبدو أنها قسمت الرأي العام العربي حول العنف الذي عاد ليسود الشرق الأوسط بعد هدنة دامت ستة أشهر.

وسائل إعلام عربية عديدة شأن قناة الجزيرة وصحيفة الشرق الأوسط وصحف أخرى كرست قسطا وافرا من نشاطاتها للتظاهرات التي جرت في بيروت وصنعاء ودمشق احتجاجا على القصف الإسرائيلي وانتقدت فشل المبادرات العربية لوقف العنف وفك الحصار عن غزة. رفع المتظاهرون في اليمن لافتات كتبت عليها عبارات تضامن مع سكان غزة. نقرأ على إحدى اللافتات "كم سيستمر الصمت؟ أيها العرب استيقظوا!".

 

في القاهرة استمرت التظاهرات تضامنا مع سكان غزة. عن موقف مصر حيال هذا النزاع نستمع إلى تقرير مراسلنا من العاصمة المصرية (2،16).RealAudioMP3

 

البرلمان الأردني طلب من الحكومة إعادة النظر في العلاقات مع إسرائيل في حال رفضت تل أبيب وضع حد لهجماتها العسكرية. بلدان عربية أخرى اكتفت بالتنديد بالعدوان الإسرائيلي وواصلت إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة. الإعلام الإسرائيلي منقسم بين من يؤيد خيار إسرائيل شأن الجيروزاليم بوست بشن ضربة قاضية على حماس ومن ينتقد هذا الخيار شأن هاآرتز.

ترى الصحيفة الأولى أن إسرائيل تريد ضمان أمن مواطنيها في الجنوب وبالتالي تقليص قدرات حماس العسكرية كي لا تغير في ما بعد قواعد اللعبة في غزة وتعرض للخطر إسرائيل والبلدان العربية المعتدلة وعملية السلام في الشرق الأوسط. أما هاآرتز فرأت أن الاستراتيجية العسكرية التي اعتمدتها إسرائيل في غزة تشبه الخطة الأمريكية في غزو العراق عام 2003 أي قصفا مكثفا من الجو يليه هجوم بري. 

وفي ما أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية عن توقف مفاوضات السلام مع إسرائيل بسبب الهجوم على غزة دعا أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى الفلسطينيين إلى رص الصفوف وتحقيق الصلح بين مختلف الفصائل للتصدي للهجمات الإسرائيلية. وزير الخارجية الإيطالية قال إن لبنان وجامعة الدول العربية طلبا من إيطاليا ممارسة ضغوط على إسرائيل. وأضاف أن إسرائيل ستواصل قصفها غزة إذا ما استمر سقوط الصواريخ الفلسطينية على أراضيها.

أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عاد ليطلب وقفا فوريا لأعمال العنف والعمليات العسكرية في غزة. وقال إنه أجرى اتصالات في هذا الصدد مع أعضاء الرباعي ومع رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل أولمرت ومع الرئيسين المصري والسوري وأمين عام الجامعة العربية.

وفي ما أعلنت إسرائيل الحدود مع غزة منطقة عسكرية مغلقة في ما يأتي مؤشرا لاحتمال إطلاق هجوم بري اتهمت مندوبة السلطة الوطنية الفلسطينية لدى الاتحاد الأوروبي السيدة ليلى شديد إسرائيل بارتكاب جرائم حرب بحق فلسطينيي غزة وتوقعت رد فعل عالمي على التصرف الإسرائيلي مع احتمال اتساع رقعة النزاع. كما نددت بصمت المجتمع الدولي وتواطئه أمام الغارات الإسرائيلية.

صحيفة واشنطن بوست كتبت أن الغارات الإسرائيلية على غزة تعني أن أولمرت سيدخل التاريخ لكونه خاض حربيْن مصغرتين كاريثيتين في أقل من ثلاث سنوات. رأت الصحيفة أن النزاع الجديد سيقوي حماس كما حصل مع حزب الله اللبناني.

أما الوجه السلبي في هذا السيناريو حسب الصحيفة فهو التزام أولمرت أكثر من رؤساء الحكومة السابقين في بلوغ السلام اقتناعا منه بأن الحل الوحيد هو دولتان تتعايشان الواحدة جنب الأخرى. فشل أولمرت بالتالي يعني إضاعة سانحة أخرى للسلام في الشرق الأوسط في ما يتقدم زعيم الليكود نتانياهو في استطلاعات الرأي حول الانتخابات السياسية في العاشر من فبراير القادم. 

مضت الصحيفة الأمريكية إلى القول إن مسؤولية فشل عملية السلام في الشرق الأوسط لا تقع على أولمرت وحده وحسب إنما أيضا على الرئيس الأمريكي المنصرف جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس والبلدان العربية والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

حكومة السنغال الرئيس الدوري لمنظمة المؤتمر الإسلامي ذكرت أن زعيم حماس في المنفى خالد مشعل مستعد للتوقيع على اتفاق هدنة إذا قبلت إسرائيل وقفا لإطلاق النار وفك الحصار عن غزة وذلك في مكان يختاره الطرفان المتنازعان.

وفي ما أكدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني أمام البرلمان استمرار العملية العسكرية حتى نشأة توازن جديد في القوى نزل آلاف الصدريين إلى الساحات في بغداد تعبيرا عن تضامن الشعب العراقي مع الأشقاء الفلسطينيين في غزة. وفي إيران إلى جانب التظاهرات المناوئة لإسرائيل وأمريكا أطلقت حكومة طهران مبادرة لجمع تواقيع المتطوعين الراغبين في التوجه إلى غزة للقتال جنب الفلسطينيين.

وفي ما ألغت السلطات التركية الاحتفالات الرسمية برأس السنة في اسطنبول احتراما لضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة أعلن وزير الخارجية التركية علي باباكان أن هذه الغارات جعلت مستحيلة المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية بوساطة تركية. وكان رئيس الحكومة التركية إردوغان قد وصف الهجوم الإسرائيلي بعملية ضد السلام. منظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس دعت إلى إرسال قوات دولية إلى غزة لحماية سكانها في ما قال قائد أركان الجيش الإسرائيلي إن الأسوأ لم يأت بعد.

   

   

 

 

 


 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.