2008-12-28 15:57:37

في كلمته بعد صلاة التبشير الملائكي البابا يدعو إلى وقف العنف في الأرض المقدسة


أطل البابا ظهر الأحد من نافذة مكتبه الخاص بالفاتيكان ليلتو صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج غصت بهم ساحة القديس بطرس، وقد تمحورت كلمته حول الاحتفال بعيد العائلة المقدسة ولم يغب عن باله ما يحصل في الأرض المقدسة، وأطلق نداء قال فيه: إخوتي وأخواتي الأعزاء، إن الأرض المقدسة مركز تفكير وعاطفة مؤمنين من مختلف أنحاء العالم في أيام عيد الميلاد تعاني مجددا من تفجر العنف. وعبّر الأب الأقدس عن حزنه العميق لسقوط قتلى وجرحى وللأضرار المادية، وللآلام ودموع السكان ضحايا تواصل الهجمات والثأر، وأضاف قائلا: لا يمكن أن يكون موطن يسوع الأرضي شاهدا على هدر الدم الذي يتكرر باستمرار... أناشد وقف العنف الذي ينبغي إدانته بكل مظاهره وإعادة الهدنة في قطاع غزة، وأدعو إلى لفتة إنسانية وحكمة من جانب كل من يتحملون مسؤولية في الوضع الحالي وأطلب من المجتمع الدولي بذل المستطاع لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على الخروج من الطريق المسدود وعدم الاستسلام ـ وكما قلتُ في رسالتي لمدينة روما والعالم ـ لمنطق المواجهة والعنف إنما تفضيل طريق الحوار والتفاوض. نكل إلى يسوع، أمير السلام هذه النوايا ونرفع الصلاة له ولمريم ويوسف قائلين "يا عائلة الناصرة التي اختبرت الألم امنح العالم السلام وامنحيه اليوم خصوصًا للأرض المقدسة".

هذا وذكّر الأب الأقدس في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي باللقاء العالمي السادس للعائلات المرتقب في مكسيكو سيتي من الرابع عشر وحتى الثامن عشر من يناير كانون الثاني من عام 2009 موكلا للرب كل عائلة، لاسيما تلك المعانية من مصاعب الحياة وجرح عدم التفهم والانقسام سائلاً المخلص الذي ولد في بيت لحم، ولكل العائلات، الطمأنينة والهدوء وقوة السير باتحاد على طريق الخير. وأضاف البابا: نحتفل هذا الأحد بعيد عائلة الناصرة المقدسة، والميلاد هو بامتياز عيد العائلة، ويبان ذلك في التقاليد والعادات الاجتماعية الكثيرة لاسيما عادة الالتقاء معا في كنف العائلة للاحتفال وتبادل التهاني والهدايا. وقال بندكتس السادس عشر إن عائلة يسوع تستحق بحق لقب "مقدسة" لأنها أرادت تطبيق مشيئة الله، وأشار إلى أنها تشكل نموذجًا للحب الزوجي والتعاون والتضحية والاتكال على العناية الإلهية والتضامن، وبكلمة كل القيم التي تحافظ عليها العائلة وتعززها مساهمة بشكل رئيسي في تكوين نسيج كل مجتمع ولكنه لفت أيضًا إلى أن عائلة الناصرة فريدة مختلفة عن كل العائلات، لتميّز دعوتها المرتبطة برسالة ابن الله... نشكر العذراء مريم ويوسف اللذين وبكثير من الإيمان تعاونا في مخطط الله الخلاصي.

هذا ووجه بندكتس السادس عشر تحية بالإسبانية لآلاف الأشخاص تجمعوا اليوم في مدريد للتعبير عن جمال العائلة وقيمتها وقال: أوجِّه تحية حارة للمجتمعين اليوم في مدريد للصلاة من أجل العائلة والعمل لصالحها بقوة ورجاء. العائلة نعمة من لدن الله تُظهر محبته... محبة مجانية بالكامل تؤازر الأمانة بلا حدود حتى في أوقات الشدة والوهن. وتوجد هذه الصفات بشكل سام في العائلة المقدسة. كما دعا الأقدس العائلات إلى الحفاظ على المحبة والانفتاح على الحياة والاتحاد في الصلاة كي تستنير نواياها وأهدافها بنور الإيمان وتتقوى بالنعمة الإلهية على الطريق نحو القداسة. وبهذه الطريقة، قال البابا، وبفرح تقاسم كل شيء في المحبة يتم تقديم شهادة متألقة للعالم أجمع عن أهمية العائلة للشخص البشري والمجتمع على حد سواء.

وبعد صلاة التبشير الملائكي، وجه البابا تحيات عديدة للحجاج والمؤمنين وقال: احتفل البابا بولس السادس ليلة الميلاد من عام 1968 بالقداس الإلهي في مصنع إيتالسيدر للحديد في تارانتو بإيطاليا. ولإحياء هذا الحدث، ترأس اليوم أسقف المدينة القداس الإلهي في المكان نفسه. أوجه تحياتي الحارة للجميع وانتهز هذه المناسبة للتعبير عن قلقي إزاء تنامي أشكال العمل الموقت وأوجه نداء كي تكون أوضاع العمل وعلى الدوام لائقة للجميع.








All the contents on this site are copyrighted ©.