2008-12-28 15:33:52

إنجيل الأحد: محطة روحية حول عيد العائلة المقدسة


ولما حان يوم طهورهما بحسب شريعة موسى، صعدا به إلى أورشليم ليقرباه للرب، كما كتب في شريعة الرب من أن كل بكر ذكر يُنذَر للرب، وليقربا كما ورد في شريعة الرب: زوجي يمام أو فرخي حمام. وكان في أورشليم رجل بار تقي اسمه سمعان ينتظر الفرج لإسرائيل، والروح القدس نازل عليه. وكان الروح القدس قد أوحى إليه أنه لا يرى الموت قبل أن يعاين مسيح الرب. فأتى الهيكل بدافع من الروح. ولما دخل بالطفل أبواه ليؤديا عنه ما تفرضه الشريعة، حمله على ذراعيه وبارك الله فقال: "الآن تطلق يا سيد عبدك بسلام وقفا لقولك. فقد رأت عيناي خلاصك الذي أعددته في سبيل الشعوب كلها. نورا يتجلى للوثنيين ومجدا لشعبك إسرائيل". وكان أبوه وأمه يعجبان مما يقال فيه. وباركهما سمعان ثم قال لمريم أمه: "ها إنه جُعل لسقوط كثير من الناس وقيام كثير منهم في إسرائيل وآيةً معرضة للرفض. وأنت سينفذ سيف في نفسك لتنكشف الأفكار عن قلوب كثيرة". وكانت هناك نبية هي حنة ابنة فانوئيل من سبط آشِر، طاعنة في السن، عاشت مع زوجها سبع سنوات ثم بقيت أرملة فبلغت الرابعة والثمانين من عمرها، لا تفارق الهيكل متعبّدة بالصوم والصلاة ليل نهار. فحضرت في تلك الساعة وأخذت تحمد الله وتحدث بأمر الطفل كلَّ من كان ينتظر افتداء أورشليم. ولما أتما جميع ما تفرضه شريعة الرب، رجعا إلى الجليل إلى مدينتهما الناصرة. وكان الطفل يترعرع ويشتد ممتلئا حكمة، وكانت نعمة الله عليه. (لوقا 2/22-40)

 

قراءة من اللاهوتي ماكس توريان (+1996)

 

التكريس دليل واضح لسيرة يوسف ومريم الشرعية (فدية وذبيحة الطائر) ومعنى التقدمة اعتراف يوسف ومريم بملكية الله على ابنهما، اعترافا يرمز إلى ذكرى الخلاص، فيجب أن يختفيا ليتركاه ورسالته المسيحانية. بهذه الرسالة يذكرهما سمعان الشيخ في نشيده الموحى. عرف هذا الشيخ البار والتقي، بوحي الروح القدس الذي حل عليه، أن الموت لن يَفْجَأَه قبل أن يعاين مسيح الرب. أتى إلى الهيكل يدفعه الروح ليقبل المسيح بين ذراعيه. في هذه الرواية القصيرة، يرد ذكر الروح ثلاث مرات، مما يظهر سمعان متحدا بالله. أخذ الشيخ القديس يسوع بين ذراعيه كأنه أيقونة الآب. وها هو يستقبل مريم ويوسف ويقبل تقدمتهما، ويقدم باسم الآب، الطفل الذي جاءا يكرسانه لله، فبارك الله في نشيده. ويستطيع الآن أن يموت لأن عينيه رأتا خلاص الله الذي أعده للشعوب كلها، نورا لهداية الأمم ومجدا لشعب الله. (مريم أم الرب ورمز الكنيسة، الفصل الثامن)








All the contents on this site are copyrighted ©.