2008-12-26 15:20:22

البابا يتلو التبشير الملائكي في عيد القديس إسطفانس الشهيد ويصلي لإطلاق سراح الراهبتين المخطوفتين في كينيا ولأجل المعتقلين في العالم


بتمام الثانية عشرة من ظهر اليوم الجمعة، ثاني عيد الميلاد وعيد القدس إسطفانس أول شهداء الكنيسة، أطل البابا بندكتس الـ16 من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي ليصلي مع المؤمنين والحجاج في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان ويلقي كلمة المناسبة يدعو فيها لإطلاق سراح الراهبتين المخطوفتين في شمال كينيا ويصلي من أجل المعتقلين السياسيين ولأسباب أخرى في الأرض كلها.

في غمرة الأعياد الميلادية، قال البابا، ما يزال كثير من الأشخاص يعيشون أوضاعا صعبة وأليمة في أنحاء العالم. ويتجه فكري إلى راهبتين إيطاليتين: ماريا تيريزا أوليفيرو وكاترينا جيراودو، تنتميان لحركة شارل دي فوكو التأملية والرسولية، مخطوفتين منذ شهر ونيف مع فريق من المعاونين في قرية الواق بشمال كينيا على أيدي مجموعة مسلحة.

أعرب الأب الأقدس عن قربه الروحي وتضامنه وتضامن الكنيسة الجامعة معهما، ودعا الخاطفين لإخلاء سبيل الراهبتين الإيطاليتين وإطلاق سراحهما سائلا الرب يسوع المتجسد حبا أن يمس قلوب الخاطفين ويلينها بالرأفة والتسامح ويحرر المكرَستين من الأسر فتعودا إلى العمل الرسولي المتجرد في خدمة المعوزين والفقراء.

كما دعا الحبر الأعظم للصلاة على نية المعتقلين في العالم كله، لأسباب سياسية وغيرها من دون أن يعرف عن مصيرهم شيء، وبنوع خاص المعتقلين في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وفي أفريقيا وأمل أن تخفف الصلاة التضامنية هذه من معاناتهم وتكون لهم بمثابة معونة روحية.

وفي كلمته قبيل تلاوة التبشير الملائكي، سلط بندكتس الـ16 الضوء على شخصية القديس إسطفانس أول شهيد في الكنيسة التي تعيد له في اليوم التالي لعيد الميلاد، فقال إنه شاهد لا يقهر للخير والغفران والحب المسيح وتوقف عند الآية التي تذكر وجود شخص وراء عملية استشهاد إسطفانس: "أما الشهود فخلعوا ثيابهم عند قدمي شاب يدعى شاول" (أعمال 7/58)  الذي هو بولس الرسول مضطهد الكنيسة وقال إن شهادة إسطفانس كانت حاسمة في قرار اهتدائه على طريق دمشق.

وأضاف البابا أن شاول- بولس أدرك أنه باضطهاده الكنيسة يفعل الأمر عينه مع يسوع المسيح المائت والقائم حقا من الموت؛ يسوع الحي في الكنيسة وفي إسطفانس نفسه الذي أشرف على عملية رجمه. إن يسوع المسيح لمس أعماق قلب بولس فأصبح عدله وقداسته وخلاصه، تابع البابا، ولقد سار على خطى إسطفانس فسُفِك دمه شهادة للإنجيل هنا في روما.

وأشار إلى أن ثمار الخلاص الأولى التي أتى بها ميلاد الرب يسوع للبشرية قد تحققت بشهادة القديس إسطفانس، وهي الانتصار وغلبة الحياة على الموت، الحب على الحقد ونور الحقيقة على ظلمة الكذب كما تتيح هذه الغلبة للمسيحيين بمحاربة الشر ومواجهته بقوة الحقيقة والحب.

وفي ختام كلمته، وبعد أن حيا المؤمنين والحجاج بلغات عديدة وسألهم المحافظة على مناخ الفرح الروحي والسلام الداخلي الذي يزرعه مولد المسيح في القلوب، منحهم البابا بندكتس الـ16 بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.