2008-12-22 15:28:29

البابا يستقبل أعضاء الكوريا الرومانية للتهاني بعيد الميلاد


استقبل البابا بندكتس الـ16 اليوم الاثنين أعضاء الكوريا الرومانية وعلى رأسهم الكاردينال أنجلو سودانو عميد مجمع الكرادلة الذي ألقى كلمة هنأ فيها الحبر الأعظم بالأعياد الميلادية وجدد باسم الجميع إخلاصهم ومحبتهم وتعاونهم مع خليفة بطرس لبنيان وقداسة كنيسة المسيح.

سلط الأب الأقدس في كلمته الضوء على محطات هامة من تاريخ الكنيسة الحديث والغني بأحداث تشكل علامات هادية نحو مسيرة المستقبل، فاستذكر وفاة البابا بيوس الثاني عشر وانتخاب البابا يوحنا الثالث والعشرين ونشر رسالة بولس السادس العامة "الحياة البشرية".

وأضاف أن نظرة في ذاكرة القرن العشرين تدفع صوب المستقبل، ففي 28 من حزيران يونيو الفائت وبحضور بطريرك القسطنطينية المسكوني وممثلي كنائس مختلفة، افتتح في بازيليك القديس بولس خارج أسوار روما السنة البولسية في الذكرى الألفية الثانية لولادة رسول الأمم، وقال إنها حج القلب مع بولس نحو المسيح.

عدد الحبر الأعظم ثلاثة أحداث ميزت العام المنصرم وهي اليوم العالمي للشبيبة في سيدني بأستراليا وزيارته الرسولية إلى الولايات المتحدة ومن ثم إلى فرنسا، قائلا إنها محطات عززت ظهور الكنيسة أمام العالم ومن أجله على أنها قوة روحية تدل على مسيرات الحياة وتحمل النور للعالم عبر الشهادة الإيمانية.

ما تزال العنصرة تتكلم بلغات مختلفة في الكنيسة اليوم عبر اختبارات عديدة لله والعالم وغنى الثقافات، تابع البابا، فتظهر فيها سعة وشمولية الوجود الإنساني ومن خلالها شمولية كلمة الله. فالعنصرة هي مسيرة مستدامة لم تصل لغايتها بعد فهناك الكثير من اللغات واللهجات تنتظر كلمة الله التي يحتويها الكتاب المقدس.

ولفت البابا إلى أهمية سينودس الأساقفة الذي انعقد تحت لواء كلمة الله في حياة الكنيسة ورسالتها إذ إنه مسيرة الكنيسة جمعاء، وقال إن الزيارات الرسولية خلال العام الجاري حملت معها أيضا كلمة الله للعالم. وسطر من جديد الأيام العالمية للشبيبة التي تحولت عيدا كبيرا للإيمان عند الكل، كما تميزت بطابع الفرح وقوة الإبداع في الشركة، فهناك مسيرة طويلة خارجية وداخلية تقود إلى هذا الفرح، لأن الإيمان يحتاج أن يرى ويلمس.

وفي كلامه على الفرح ثمرة الروح القدس الذي طبع أيام سيدني وموضوعَها الأساسي، عدد الحبر الأعظم ثلاثة أبعاد لموضوع الروح القدس: أولها أن الإيمان بالروح الخالق هو مضمون الإيمان المسيحي الجوهري وأن الكنيسة لا تقدر ولا تكتفي بنقل رسالة الخلاص لمؤمنيها وحسب بل عليها مسؤولية تجاه الخليقة والدفاع عنها أمام الرأي العام، ويجب عليها بالتالي أن تحمي وتصون الإنسان من تدمير نفسه: هنا تكمن إيكولوجيا الإنسان.

وقال البابا في البعد الثاني للروح القدس إن الإيمان يكلمنا بأمور غير منتظرَة إذ إن الروح تكلم لا بعبارات بشرية بل دخل التاريخ وحوله بقوته الخلاقة، فموضوعا الروح القدس وكلمة الله لا ينفصلان البتة.

وأضاف أن البعد الثالث يقوم على أن لا انقسام بين المسيح والروح القدس فالرب يسوع نفخ في تلاميذه ومنحهم بهذه الطريقة الروح القدس الذي هو نفخة المسيح.

ويطفو على البعد الرابع للروح القدس الربط بين الروح والكنيسة، وقد كتب بولس كثيرا في هذا الشأن في رسائله إلى أهل روما (فصل 12) والأولى لأهل كورنتس (فصل 12)، فظهّر أن الكنيسة هي جسد المسيح السري وأداة الروح القدس حيث تحل فيها عطايا ونعم الروح على الأفراد والأعضاء الذين يشكلون جسدا واحدا وجماعة واحدة.

وإذ شدد على أن الفرح جزء لا يتجزأ من العيد: فيمكن تنظيم احتفالا بالعيد أما الفرح فلا، لأنه يعطى من علُ وبشكل وافر وغزير، تمنى الأب الأقدس لجميع أعضاء الكوريا الرومانية ميلادا مجيدا ومنحهم بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.