2008-12-22 15:37:53

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وفي الشهر السادس، أرسل الله الملاك جبرائيل إلى مدينة في الجليل اسمها الناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. فدخل إليها فقال: "افرحي، أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك". فداخلها اضطراب شديد لهذا الكلام وسألت ما معنى هذا السلام. فقال لها الملاك: "لا تخافي يا مريم، فقد نلت حظوة عند الله. فستحملين وتلدين ابنا فسمّيه يسوع. سيكون عظيما وابن العليّ يدعى، ويوليه الرب الإله عرش أبيه داود، ويملك على بيت يعقوب أبد الدهر، ولن يكون لملكه نهاية". فقالت مريم للملاك: "كيف يكون هذا ولا أعرف رجلا؟" فأجابها الملاك: "إن الروح القدس سينزل عليك وقدرة العليّ تظلّلك، لذلك يكون المولود قدوسا وابن الله يدعى. وها إن أليصابات قد حبلت هي أيضا بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك التي تدعى عاقرا. فما من شيء يعجز الله". فقالت مريم: "أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك". وانصرف الملاك من عندها. (لوقا 1 / 26-38)

 

قراءة من اللاهوتي ماكس توريان (+1996)

 

يجد المسيحيون جميعهم ملء النعمة في شركتهم مع المسيح نتيجة لحياتهم المسيحية، كذلك مريم باعتبارها مسيحية بيننا. إلا أن امتيازها الوحيد بنعمة الله المحضة هو أنها ممتلئة نعمة لدعوة ومهمة تختص بها وحدها: أن تكون أم الله في تجسده. هذا اللقب الوحيد: "الممتلئة نعمة" يعني أن مريم أعدت منذ الأزل لتجسد ابنةَ صهيون، فتكون أم المسيح، ابن الله. هذا اللقب الذي أعطاها إياه الملاك عند البشارة، الوارد في صيغة اسم المفعول، يشيد بمجانية هذا الإعداد الإلهي لها. وقبل أن تدري مريم بالأمر، وقبل أن يدخل عليها الملاك ليبشرها، كانت، في مخطط الله، مختارة للمهمة الفريدة أن تكون أم المسيح. فالله إذن بملء حريته الكاملة وبمحض اختياره المجاني، قد عين مريم واختارها لتصير ما صارته. (مريم أم الرب ورمز الكنيسة، الفصل الأول، الممتلئة نعمة)








All the contents on this site are copyrighted ©.