2008-12-21 12:35:39

البابا في صلاة التبشير الملائكي: سر تجسد الله هو الركن الأول للفداء


ما إن دقت أجراس بازيليك القديس بطرس معلنة تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا، حتى أطل البابا بندكتس الـ16 من على شرفة مكتبه في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو مع المؤمنين والحجاج صلاة التبشير الملائكي في الأحد الأخير من زمن المجيء وقبيل حلول عيد الميلاد.

قال البابا إن إنجيل اليوم يخبر عن بشارة الملاك للعذراء مريم التي نرددها كل يوم عبر صلاة التبشير الملائكي. وتحيي فينا هذه الصلاة تلك اللحظة الحاسمة حين طرق الله باب قلب مريم واستقبلته بنَعَمِها فاتخذ حينئذ جسما فيها ومنها.

وعلى مسافة أيام قليلة من عيد الميلاد، أضاف البابا، نحن مدعوون للتحديق إلى السر المعصوم الذي احتضنته مريم في حشاها البتول تسعة أشهر، سر الله الذي صار بشرا وهو الركن الأول للفداء. أما الركن الثاني فهو سر موت وقيامة الرب يسوع، وهذان السران غير المنفصمان يكشفان مخططا إلهيا واحدا: خلاص البشرية وتاريخها.

ولفت الحبر الأعظم إلى أن سر الخلاص هذا يحمل بعدا كونيا، لأن المسيح هو شمس النعمة الذي يتجلى بنوره وينير الكون المنتظِر. وقال إن تثبيت عيد الميلاد مرتبط بحلول فصل الشتاء حين تعود النهارات لتطول يوما بعد يوم، مذكّرا أن ساحة القديس بطرس هي ساعة شمسية كبرى إذ يلقي النصب الحجري بظله ويرسم خطا يصل إلى البركة الواقعة تحت شرفته، وبالتالي هذا الظل هو الأطول خلال العام كله. وقال إن مهمة هذه الساعة الشمسية معرفة ساعة الظهر لتلاوة الصلاة الملائكية وسائر الصلوات.

ومع بداية فصل الشتاء اليوم الحد 21 ديسمبر، حيا الأب الأقدس في كلمته جميع المشاركين في مبادرات علمية ثقافية لمناسبة العام الفلكي 2009 في المئوية الرابعة لأولى ملاحظات غاليليو غاليليي من خلال مرصده ومنظاره الفلكي. وأشاد ببعض أسلافه الذين اضطلعوا بعلم الفلك مثل البابا سيلفسترس الأول وتدريسه لهذه المادة، البابا غريغوريوس الثالث عشر الذي يعود الفضل إليه في تنظيم الروزنامة الشمسية المعروفة باسمه وأخيرا القديس البابا بيوس العاشر الذي أجاد صنع الساعات الشمسية. وإذا ما السماوات تحدّث بمجد الله كما يقول المزمور 19، أضاف البابا، فإن نواميس الطبيعة أيضا تشكل حافزا كبيرا للتأمل بأعمال الله الجليلة.

وسأل الأب الأقدس المؤمنين أن يحولوا أنظارهم إلى مريم ويوسف المنتظرَين ولادة يسوع فيتعلموا منهما سر التأمل ويذوقوا سعادة الميلاد، كما دعاهم إلى قبول المسيح الفادي بإيمان وتواضع لأنه آت للسكن معنا، كلمة حب الله لبشرية كل الأزمان. ثم منحهم بركته الرسولية متمنيا لهم أحدا مباركا وميلاد فرح وسلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.