2008-12-17 15:05:56

البابا يقول إن الميلاد عيد شامل لاكتشاف معنى التضامن والصداقة بين البشر


دعا البابا بندكتس الـ16 لإعادة اكتشاف المعنى الحقيقي والأصيل لعيد الميلاد في ضوء الأزمة الاقتصادية التي تهدد شعوب ودول العالم، وإلى أن يكون الميلاد أيضا فرصة لقبول رسالة الرجاء التي رشحت من سر ميلاد المسيح على أنه هدية شخصية، وذلك خلال مقابلته العامة المعتادة في قاعة بولس السادس بالفاتيكان مع الحجاج والمؤمنين.

قال الأب الأقدس إن تساعية الميلاد تشكل للكنيسة لحظة الاستعداد والاتحاد بنشيد الملائكة المغبوط الذين دعوا في تلك الليلة الرعاة للتوجه إلى المغارة، مضيفا أن الميلاد هو عيد شامل، يلحظ فيه حتى غير المؤمن شيئا خارقا وبعيدا عن الإدراك وحميمية تتحدث إلى القلب. لذلك فإن الميلاد عيد يتكلم على عطية الحياة: فولادة طفل هي حدث مفرح ومعانقة مولود جديد تعزز التأثر والحنان.

وراح فكر البابا صوب ملايين الأطفال في أنحاء عديدة من الكرة الأرضية الذين يبصرون النور اليوم وسط فقر مدقع، إلى كل المولودين حديثا الذين يرفضهم ذووهم وينبذونهم، إلى الأطفال المحرومين من كل رعاية وعناية بسبب نقص الموارد المعيشية وإلى العديد من الأسَر التي تتشوق بفرح لإنجاب طفل ويبوء انتظارها بالخيبة.

في ذكرى ميلاد الرب يسوع، قال البابا، لا يحتفل المسيحيون ميلاد عظيمة أو نهاية فصل من السنة بل يعيدون نقطة التاريخ المحورية وهي تجسد الكلمة الإلهي لخلاص البشرية، الذي تكلم فيه القديس بولس في رسائله وتأمل فيه القديس يوحنا في إنجيله إذ كتب: "الكلمة صار بشرا فسكن بيننا، الآية التي ترددها الكنيسة منذ الأجيال القديمة.

وسطر الحبر الأعظم الضائقة المالية والأزمة الاقتصادية التي تصيب عائلات كثيرة فقال إنها مناسبة لتحرير عيد الميلاد من الإفراط الاستهلاكي وحافز لاكتشاف دفء التضامن والصداقة والرسالة الحقيقية لميلاد الرب المسيح الذي صار بشرا. فالميلاد حدث تاريخي وقع في بيت لحم حيث شع نور عظيم، أيام الإحصاء الشامل لسكان الإمبراطورية الرومانية. ولفهم إمكانية التجسد، قال البابا، علينا ترويض عقلنا والإقرار بمحدودية طبيعتنا وذكائنا: "الله صار طفلا لينتصر على كبريائنا" ويشركنا في حياته.

أشار البابا إلى أن الميلاد مناسبة فضلى للتأمل بمعنى وجودنا وقيمته وتجديده على الدوام، داعيا الكل للاستعداد لقبول هبة الفرح والنور والسلام ولنصير أشخاصا يفكرون لا بذواتهم فقط بل ينفتحون على متطلبات الآخرين ويلبون انتظارات الإخوة والأخوات. وختم مهنئا جميع الحجاج والمؤمنين ومتمنيا لهم عيد ميلاد سعيد.








All the contents on this site are copyrighted ©.