2008-12-16 16:06:51

البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي ويبارك تماثيل الطفل يسوع التي ستوضع في مغارة الميلاد


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهراً عندما أطل البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو ووفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في الساحة الفاتيكانية صلاة التبشير الملائكي كعادته ظهر كل أحد. قال البابا: في هذا الأحد الثالث من زمن المجيء تذكّرنا الليتورجيا بعبارات القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيليبي: "افرحوا دائماً في الرب، وأقول لكم أيضاً افرحوا" ويطلعهم على السبب قائلاً: "إن الرب قريب" (فل 4، 4-5). هذا هو سبب فرحنا. لكن ماذا تعني عبارة "إن الرب قريب"؟ القديس بولس، وفي رسالته إلى أهل فيليبي يفكر بعودة المسيح، ويقول لهم "افرحوا" لأن عودة المسيح أكيدة.

وفي رسالته إلى أهل تسالونيقي يقول القديس بولس للمؤمنين إن لا أحد يعلم متى يأتي المسيح ويضيف "إن يوم الرب يأتي كالسارق في الليل" (1 تس 5، 1-2) ثم ينبههم من خطر أن يكونوا "سريعي التزعزع في رشدهم وسريعي الارتياع من نبوة أو قول أو رسالة يُزعم أنها منّا تقول إن يوم الرب قد حان" (2 تس 1-2). فالكنيسة التي ينير بصيرتها الروح القدس تعي جيداً أن قُرْب الرب ليس مقصوداً بالمعنى الزمني أو المكاني، لأن الرب قريب منا بواسطة المحبة التي تقرّب بين الأشخاص. فعيد الميلاد يذكرنا بهذه الحقيقة التي تشكل ركيزة إيماننا المسيحي، وأمام مغارة الميلاد نتذوق الفرح المسيحي، إذ نتأمل بالطفل يسوع المولود حديثاً وهو وجه الله الذي اقترب منا بدافع المحبة.

يسرني جداً اليوم أن أجدد تقليد مباركة تماثيل الطفل يسوع التي ستوضع في مغارة الميلاد ليلة العيد. بعدها رفع البابا الصلاة للرب قائلاً: أيها الرب الآب، إنك أحببت البشر حباً عميقاً، وأرسلت لنا ابنك الوحيد، المولود من العذراء مريم، ليعتقنا ويقودنا إليك. نسألك أن تصبح تماثيل الطفل يسوع علامة لرجائك ومحبتك في منازلنا. أيها الآب الطيب، نسألك أن تباركنا، وتبارك أهلنا وعائلاتنا وأصدقائنا. افتح قلبنا كيما نستقبل يسوع بالفرح ونعمل دائماً بمشيئته، ونراه في وجه كل شخص يحتاج إلى محبتنا. هذا ما نطلبه إليك باسم يسوع، ابنك الحبيب، الذي جاء إلى العالم ليمنحه هبة السلام. آمين.

وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي وجه البابا تحياته بلغات عدة لوفود الحجاج والمؤمنين، مانحاً إياهم بركاته الرسولية ومتمنياً للكل أحداً سعيداً.








All the contents on this site are copyrighted ©.