البابا يزور مقر السفارة الإيطالية لدى الكرسي الرسولي

قام البابا بندكتس السادس عشر صباح السبت بزيارة إلى مقر السفارة الإيطالية لدى الكرسي الرسولي حيث كان في استقباله ممثلون عن السلطات المدنية الإيطالية، في طليعتهم وزير الخارجية فرانكو فراتيني، سفير إيطاليا لدى الكرسي الرسولي السيد أنطونيو زاناردي لاندي، وممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي.

وجه البابا للحاضرين كلمة ذكر في مستهلها بأن هذا المبنى التاريخي سبق أن استضاف ثلاثة من أسلافه، وهم البابوات: بيوس الثاني عشر عام 1951، بولس السادس عام 1964 ويوحنا بولس الثاني عام 1986. كما تذكّر الحبر الأعظم اللقاءات العديدة التي جمعته برئيس الجمهورية الإيطالية جورجيو نابوليتانو، وكان آخرها يوم الأربعاء الماضي، خلال حفل موسيقي أقيم في قاعة بولس السادس بالفاتيكان لمناسبة الذكرى السنوية الستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

بعدها تطرق بندكتس السادس عشر إلى الدور الهام الذي تضطلع به البعثة الدبلوماسية على صعيد العلاقات بين الكرسي الرسولي وجمهورية إيطاليا من جهة وبين الكنيسة والدولة الإيطالية من جهة ثانية. وأشاد بالعلاقات المثمرة القائمة بين الطرفين اللذين سيحييان في شباط فبراير المقبل الذكرى السنوية الثمانين للتوقيع على معاهدات اللاتيران. وقال: في عالمنا المعاصر المطبوع بالتوترات، بات ضرورةً ملحة تعزيز التعاون بين جميع مَن يتقاسمون مُثل العدالة والتضامن والسلام.

هذا ثم أكد الحبر الأعظم احترام الكنيسة التام لمبدأ الفصل بين الدين والدولة، مذكراً بكلمات المسيح القائل "أعطوا ما لقيصر لقصير وما لله لله" (متى 22، 21). وقال إن الكنيسة ترى في هذا المبدأ انجازاً كبيراً للبشرية، وتعتبر أنه يضمن حريتها، ويساعدها بالتالي على إتمام رسالتها، ألا وهي إعلان بشرى الخلاص على جميع البشر. لكن الكنيسة ـ مضى البابا يقول ـ مدعوة في الوقت نفسه إلى إيقاظ الضمائر وتوعية المجتمعات على القيم الخلقية والروحية إسهاماً منها في تحقيق الخير العام والدفاع عن كرامة الكائن البشري. ومن هذا المنطلق تبرز ضرورة تعزيز التعاون بين الدولة والكنيسة.

وبعد أن أعرب عن تقديره الكبير للجهود التي تبذلها الدولة الإيطالية للسماح الكرسي الرسولي بالقيام برسالته الكونية على أكمل وجه، وجه البابا بندكتس السادس عشر أطيب تمنياته للشعب الإيطالي لمناسبة اقتراب عيد الميلاد، سائلاً الربّ أن يحتضن بعطفه وسلامه شبه الجزيرة الإيطالية، وأن ينعم جميع سكانها بالنمو والازدهار والتآخي.