2008-12-08 15:46:38

البابا يتلو التبشير الملائكي: تظهير حقيقتين أساسيتين، الخطيئة الأصلية وانتصار نعمة المسيح عليها


بتمام الثانية عشرة ظهرا، أطل البابا بندكتس الـ16، كما في كل الآحاد والأعياد، من على شرفة مكتبه في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس تحت شمس كانونية ساطعة ودافئة، متحدثا عن طهارة مريم العذراء وبراءتها من دنس الخطيئة الأصلية.

قال الأب الأقدس إننا في احتفال اليوم المبارك نتذكر حقيقتين أساسيتين، وهما الخطيئة الأصلية ومن ثم انتصار نعمة المسيح عليها وهو انتصار تجلى متساميا في مريم القديسة. وأضاف أن اختبار الشر المُلِح والمستمر والثقيل ليزرع فينا التساؤل عن مصدره، وخصوصا عند المؤمنين: إذا كان الله الصلاحَ المطلق وخالقَ الكل، فمن أين يأتي الشر؟

فقال البابا إن صفحات الكتاب المقدس الأولى (التكوين 1-3) خير جواب على لب السؤال، فالله الذي خلق كل شيء موجود وجعل الإنسان على صورته ومثاله، لم يخلق الشر، بل دخل الشر العالم بحسد الشيطان الذي ثار على إرادة الله وعصى أحكامه، وجرّ البشر وراءه محرضا إياهم على العصيان. مأساة الحرية أن يرتضي الله حبا حتى النهاية قاطعا وعده بأن ابن المرأة سيسحق رأس الحية القديمة (التكوين 3/15).

وأشار الحبر الأعظم إلى أن المشورة الأبدية كما وصفها دانتي أليغييري (نشيد الفردوس، 23/3) حددت لها منذ البداية هدفا واضحا: المرأة المختارة لتصبح أما للفادي وأمّ الذي تواضع حتى النهاية ليعيد لنا كرامتنا الأصلية، هي المرأة المملوءة نعمة في عين الله، كما دعاها الملاك حين زارها في الناصرة (لوقا 1/28). إنها حواء الجديدة وعروس آدم الجديد، المنتقاة لتكون أما لكل المفتدَين. وفي هذا الإطار كتب القديس أندراوس من جزيرة كريت قائلا إن "تيوتوكوس مريم، الملجأ المشترك لكل المسيحيين، كانت أول من تحرر من سقطة والدينا الأولى" (العظة الرابعة حول الميلاد).

في مريم الطاهرة، تابع البابا، نتأمل انعكاس الجمال الذي يخلص العالم، جمال وحسن الله المشع في وجه المسيح. إن الجمال في مريم نقي متواضع ومتحرر من كل كبرياء وادعاء، إذ هكذا ظهرت السيدة العذراء على القديسة برناديت لمائة وخمسين سنة خلت في لورد وهكذا تكرّم في كل المعابد والمزارات. ثم منح الجميع بركته الرسولية متمنيا لهم عيدا مباركا.








All the contents on this site are copyrighted ©.