2008-12-03 15:41:49

البابا في مقابلته العامة يقول إن الشر نهر ملوث في العالم ولكن خير الله أقوى ويدعو إلى التضامن مع الأشد عوزا ودعم العمل الإنتاجي


سلط البابا بندكتس الـ16 في تعليمه الأسبوعي الضوء على العلاقة بين آدم والمسيح التي تحدث عنها القديس بولس في رسالته إلى أهل روما وإلى أهل كورنتس، فسطر نزعة الشر في الإنسان التي سببت سقوط البشرية التي افتداها المسيح بدمه وحررها بقيامته.

وفي قاعة بولس السادس بالفاتيكان التي غصت بالمؤمنين والحجاج اليوم الأربعاء، تابع الحبر الأعظم سلسلة تعليمه اللاهوتي عن فكر القديس بولس فقال إنه لا يجوز الكلام على خطيئة آدم الأصلية من دون فهم وإدراك تبرير المسيح، آدم الجديد، لأن النعمة وُهبت بواسطته للعالم وهي تتخطى خطيئة الإنسان الأول بأشواط كبيرة.

وتحدث البابا عن وجود الخطيئة الأصلية فقال إن لها وجها حسيا وملموسا من الكل ووجها آخر سريا ذا أساس كينوني وأضاف أن الإنسان قادر على معرفة الخير ولكنه عاجز عن تحقيقه، وأن التناقض الداخلي فينا ليس نظرية بل اختبار ومعاينة حسية لما يجري حولنا، إذ تكفي مشاهدة العنف والظلم والفساد المستشري، لندرك بأن التناقض سبّب نهرا ملوثا بالشر، يسمم التاريخ البشري.

وأكد البابا أن المسيح، آدم الثاني، حرر البشرية من عبودية الخطيئة والفساد، وقد أعطي لنا بالعماد الذي يؤهلنا للدخول في علاقة جديدة مع الله الخالق والتمتع بحرية أبناء الله المجيدة. وهذه الحرية الجديدة تتجلى في خدمة الرب ومحبة القريب والإخوة وتعزز حقا مسؤوليتنا تجاه الذين لم يحيوا بعد في المسيح يسوع فنسعى جاهدين كي يكتشفوا النعمة الفياضة التي هي محبة الله المجانية.  

وتابع البابا يقول إن الكائن البشري متناقض بطبيعته ويحمل في ذاته الخير والشر معا، ومن هنا انبثقت فكرة صراع الخير والشر عند الأقدمين التي ولدت حزنا ونقمة. ولكن الله النور الحقيقي ونبع النِعم يمنح الإنسان القدرة على تخطي عقبات الشر والخطيئة لأنه أدخل الشفاء إلى القلب وولج بذاته في التاريخ وجَبَه الشر بالخير المطلق والصافي.

وعن زمن المجيء التي تحياه الكنيسة حاليا، قال الأب الأقدس إنه حضور وانتظار: حضور لأن المسيح النور الحق آدم الجديد حاضر بيننا ومعنا ويجب أن نفتح عيون قلوبنا لنشاهد النور؛ انتظار لأن ظلام الشر الدامس ما زال قويا ولذلك نصلي ملحّين: "تعال أيها الرب يسوع، عزّز النور والخير وحُطَّه محل العنف وجهلِ الله والظلم، أعِنّا لنكون حاملي نورك وصانعي السلام وشهود الحقيقة".

وفي ختام مقابلته العامة وجه تحية إلى وفد من ممثلي أحد المصارف الإيطالية سلط الضوء خلالها على معاناة الكثير من الأسر والعائلات نتيجة الأزمة المالية العالمية الراهنة ودعا المؤسسات المصرفية للعمل والتضامن مع شرائح المجتمع الأكثر ضعفا وهشاشة وإلى دعم العمل الإنتاجي.








All the contents on this site are copyrighted ©.