2008-11-29 15:30:14

البابا لطلاب الكهنوت في المعاهد الإكليريكية الإيطالية: المثابرة على اللقاء الدائم بالمسيح في الإصغاء، مطالعة ودراسة الكتاب المقدس، الصلاة والتأمل والعمل


غصت قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي في الفاتيكان صباح اليوم السبت بحوالي 700 طالبا للكهنوت وفدوا من المعاهد الإكليريكية في أقاليم بوليا وأبروتزو موليزيه وماركيه الإيطالية يتقدمهم أساقفة وكهنة وأساتذة، حيث استقبلهم البابا بندكتس الـ16 موجها لهم كلمة ضمنها ترحيبا وتشجيعا بكهنة الغد وعملة في كرم الرب.

ذكّر البابا بأن أول واجبات الكاهن هو زرع كلمة الله ونشرها في حقل العالم، كمثل حبة الخردل في الآية الإنجيلية التي هي أصغر البذور كلها، ولكنها إذا نمت كانت أكبر البقول بل صارت شجرة (متى 13/31-32). وقال إن كلمة الله التي دعوا لزرعها والحاملة الحياة الأبدية في داخلها هي المسيح عينه والوحيد القادر أن يحول قلب الإنسان ويجدد العالم.

وتساءل الحبر الأعظم هل يحتاج الإنسان المعاصر للمسيح ولرسالته الخلاصية؟ فأجاب بأن الواقع الاجتماعي الراهن بدأ يلحظ ثقافة تُظهر وجه إنسانية مكتفية وراغبة في تحقيق مشاريعها الخاصة بنفسها وتقرر مصيرها بيدها، ونتيجة لذلك فإنها لا تعير حضور الله اهتماما وتستبعده عن خياراتها وقراراتها. ففي هذا المناخ المطبوع بالعقلانية المنغلقة على ذاتها، الذي يعتبر العلوم التطبيقية مثالا وحيدا للمعرفة، تابع البابا، يصبح كل شيء ما عدا ذلك نظرة شخصية ويؤدي إلى اعتبار الخبرة الدينية خيارا شخصيا وليس جوهريا وحاسما في الحياة.

وأضاف الأب الأقدس أنه لهذه الأسباب عينها ولأخرى أيضا غدا الإيمان اليوم أكثر صعوبة كما قبول الحقيقة التي هي المسيح وبذل الذات والوجود من أجل البشارة بالإنجيل، كما أشار إلى أن الإنسان المعاصر أضحى تائها ومنشغلا بمستقبله وباحثا عن تطمينات وتأكيدات ونقاط ارتكاز ثابتة. وشدد على أن إنسان الألفية الثالثة بحاجة إلى الله ويسعى إليه من دون أن يدري بذلك، فعلى عاتق كل المسيحيين والكهنة بنوع خاص، مهمة أن يتلقوا لهف القلب البشري العميق ويقدموا للجميع كلمة الحياة الأبدية الثابتة التي هي المسيح رجاء العالم، عبر وسائل ونماذج مناسبة لمتطلبات العصر.

وسطر البابا أهمية وقيمة السنين التي يقضيها طلاب الكهنوت في المعاهد الإكليريكية، استعدادا لهذه المهمة العظيمة في الكنيسة، وهو زمن تنشئة وتمييز واختيار وبحث مستدام عن علاقة شخصية مع يسوع واختيار محبته في الصلاة والكتاب المقدس والطقسيات والرسالة الرعوية.

وقال البابا إن بولس الرسول هو خير مثال وقدوة لكل لطلاب الساعين لتحضير خدمتهم الكهنوتية المقبلة، مشيرا إلى أن ارتداده لم يقصِ ما كان حسنا وحقا في حياته ولكنه سمح له بأن يفسر حكمة وحقيقة الشريعة والأنبياء بطريقة جديدة وأن يغدو قادرا على الحوار مع الكل على خطى المعلم الإلهي.

ودعا الأب الأقدس الطلاب الإكليريكيين لمضاعفة جهودهم للقاء المسيح عبر الإصغاء ومطالعة الكتاب المقدس ودراسته، في الصلاة والتأمل الفردي في الليتورجية والنشاطات اليومية المتنوعة، هذا ثم منحهم بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.