2008-11-29 15:29:05

استمرار ردود الفعل على حكم القضاء الإسباني المتعلق بإزالة الصلبان من قاعات التدريس في إحدى المدارس الرسمية


ما يزال حُكم القضاء الإسباني المتعلق بإزالة الصلبان من قاعات التدريس في إحدى المدارس الرسمية بمنطقة فايادوليد (ما يزال) موضعاً للسجال وردود الفعل في الأوساط الكنسية وغير الكنسية. فبعد تنديد صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية بهذا الحكم الذي رأت فيه محاولة لتجريد المجتمع من هويته المسيحية، صرح رئيس أساقفة إشبيليا الكاردينال كارلوس أميغو بأن إزالة الصليب من قاعات التدريس لا يساعد الناس على العيش بوئام وسلام. ودعا إلى تربية الأجيال الفتية على احترام الرموز الدينية كافة، معتبراً أن هذه الأحكام القضائية الجذرية لا تساهم في تربية رجال ونساء الغد على احترام التعددية الدينية في المجتمع.

رئيس أساقفة فايادوليد المطران براوليو رودريغيز قال إن الصليب لا يسيء إلى مشاعر أحد، لأنه رمز للمحبة والسلام. واعتبر أن حكم القضاء الإسباني يعرّض للخطر الحريات الدينية في البلاد، ويعكس تطرف المناضلين في سبيل ترسيخ العلمنة في المجتمع. وتساءل الأسقف الإسباني لماذا تثير الصلبان في قاعات التدريس مشكلة كبيرة، وفي بعض المناطق الأوروبية ـ شأن مدينة بروجاس البلجيكية ـ وُضعت صور وتماثيل لمريم العذراء والسيد المسيح على مفترقات الطرق، ولم يسبب هذا الأمر ردود فعل سلبية واحتجاجات من قبل المواطنين، مؤمنين كانوا أم غير مؤمنين. وتابع يقول: نخشى أن يأتي وقت يُطلب فيه من المسيحيين استئذان الدولة قبل أن يعبدوا الله والمسيح.

وكانت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية قد نشرت في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي مقالاً انتقدت فيه حكْم القضاء الإسباني واعتبرت أنه توجد في المجتمع الإسباني تيارات معادية للدين تنفذ مخططاتها وراء "الأقنعة القانونية" وتلجأ إلى ذرائع لا تمت للمنطق بصلة. حذرت جريدة أوسيرفاتوريه رومانو من مغبة فقدان الهوية المسيحية لأوروبا، وأضافت أن رمز الصليب يذكّرنا بأن الإنسان تحرر من قيود الموت وهذه الحقيقة تعطي معنى لكل ما يحيط بنا، معتبرة أن التيارات العلمانية في إسبانيا تسعى إلى دفن هذه الحقائق الدينية الثابتة وتجريد المواطنين من هويتهم. يُشار هنا إلى أن عمدة فايادوليد أعلن لأيام خلت أنه لن يزيل الصليب من قاعات التدريس متحدياً حكم القضاء.








All the contents on this site are copyrighted ©.