الأزمة المالية العالمية. نداء أساقفة كولومبيا وبيان لجنة عدالة وسلام التابعة لمجلس أساقفة سلوفينيا

"ندعو القوى السياسية إلى نبذ التصادم والبحث عن الخير العام والعمل لبناء مجتمع أكثر عدلا وأخوة وتضامنا وسلما": نداء أطلقه أساقفة كولومبيا في مستند تناولوا فيه الوضع الاجتماعي المتأزم في بلادهم وليد الأزمة المالية، وعبّروا عن تضامنهم مع جميع الذين فقدوا مدّخراتهم وقالوا إن هناك مرضا أخلاقيا تعيشه البلاد يغذيه العنف والظلم والفساد والسياسة السيئة والبحث عن طرق سهلة لكسب المال فضلا عن الإجرام والاتجار بالمخدرات وأكدوا أن هذا المرض الخلقي يزيد عدد الضحايا. كما وذكّر أساقفة كولومبيا ببداية زمن المجيء الأحد القادم 30 من نوفمبر وقالوا إنها فترة ملائمة للاستعداد للاحتفال بسر محبة الله اللامتناهية للبشر داعين الجميع إلى قبول هذه المحبة الرحيمة والعمل لصالح الخير العام.

من كولومبيا إلى سلوفينيا حيث أصدرت لجنة "عدالة وسلام" التابعة لمجلس الأساقفة بيانًا حول مواجهة التبعات الاجتماعية للأزمة المالية العالمية بحس مسؤول، ذكّرت فيه بما كتبه يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة "السنة المائة" في الذكرى المئوية للرسالة العامة "الشؤون الحديثة"، حول أن النشاط الاقتصادي، لاسيما اقتصاد السوق، لا يمكن أن يندرج في فراغ مؤسسّي، قانوني أم سياسي، بل يفترض بالعكس أن يؤمن ضماناتٍ للحريات الفردية وللملكية الخاصة فضلا عن استقرار العملة واستتباب الخدمات العامة، كما أشارت إلى واجب الدولة الأساسي في أن تكفل هذه الضمانات.

هذا وأشارت لجنة عدالة وسلام في بيانها إلى أن الأزمة المالية الحالية تؤكد أهمية المبادئ الخلقية، مبادئ النزاهة والعدل والمسؤولية في الشؤون المالية وتُظهر النتائجَ السلبية للمضاربة في الأسواق المالية الدولية ومن بينها هبوط قيمة الأسهم وخفض السيولة المصرفية، وذكّرت اللجنة بأن انخفاض القدرة الشرائية يؤدي إلى تقلّص الإنتاج وتسريح العمال من وظائفهم.

كما وشددت لجنة عدالة وسلام على أهمية تعزيز الميكانيزمات القادرة على منْع تدهور الوضع وضمانِ السلام والاستقرار في المجتمع والتضامن في العلاقات الاجتماعية، ودعت جميع المؤسسات السياسية، الاقتصادية والمالية للتعاون بطريقة فاعلة وبنّاءة لدرء الأخطار ومنْع المضاربة وتعزيز انخراط الشباب في عالم العمل والتضامن مع الطبقات الأشد ضعفا، لاسيما الفقراء والعاطلين عن العمل والمهاجرين.