2008-11-19 16:32:40

البابا يتحدث عن عقيدة التبرير عند القديس بولس ويقول إن صليب المسيح هو الطريق الوحيد المفتوح للتبرير


التأكيد على أننا مبرَرون بالنعمة صحيح إن لم يتعارض مع المحبة والإيمان، قال البابا بندكتس الـ16 للحجاج والمؤمنين الذين بلغ عددهم زهاء عشرين ألفا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان أثناء مقابلة الأربعاء العامة، متحدثا عن فكرة التبرير عند القديس بولس الرسول، التي سببت خلافات عقائدية وانقسامات بين الكاثوليك والبروتستانت في القرن السادس عشر.

قال البابا في تعليمه كيف يصبح الإنسان بارّا أمام الله الديان هو جوهر مسألة التبرير التي طرحها بولس الرسول في رسالته إلى أهل روما (3/21-24)، حيث يظهّر العلاقة القائمة بين الإيمان والأعمال. فحين التقى بولس الرسول يسوع المسيح على طريق دمشق، كان يدرك في عمق ذاته بأنه بار حسب الشريعة الموسوية، ولكنه اكتشف ساعتئذ، على طبق من ذهب، عدلا وتبريرا جديدا مؤسَّسا على الإيمان بالمسيح المائت والقائم من الموت.

وأضاف الحبر الأعظم أن المسيح غدا بالنسبة لبولس مبدأ وغاية وجوده، فأراد أن يشاطر تلاميذه ذلك الاختبار المسيحاني، لذلك وضع في صلب بشارته وتعليمه هذا الاختبار مسطرا تباين مسارين، إذ يقوم الأول على أعمال الشريعة والثاني على نعمة الإيمان بيسوع المسيح المصلوب.

وأضاء الأب الأقدس على أن حدث الارتداد على طريق دمشق أتاح لبولس الرسول إدراك وفهم الشريعة بطريقة جديدة، فحتى لو كانت جيدة وصالحة وآتية من عند الله، فلن تقدر وحدها على تبريرنا إذ ليس باستطاعتها أن تمنح الحياة. ولا تغدو هذه العطية فعالة إلا بتمام تحقيق وعد الله لإبراهيم بإرسال الروح القدس، وقال البابا إن صليب المسيح هو الطريق الأوحد المفتوح للتبرير.

وشدد الحبر الأعظم على أن بولس الرسول لم يرغب مطلقا بإلغاء شريعة موسى لأنها من عند الله وتشكل هوية إسرائيل الروحية، بل إن الشريعة هذه تجد تحقيق كمالها في المسيح وتحيا في كنف وصية المحبة التي تركها لنا الرب. وختم البابا بالقول إن تعليم بولس الرسول ينحى بنا صوب المسيح وحده، مركزِ إيماننا ومخلصِ العالم الأوحد.  








All the contents on this site are copyrighted ©.