2008-11-17 14:39:03

البابا للسفير اللبناني الجديد المعتمد لدى الكرسي الرسولي: طرح المصالح الضيقة وجراح الماضي جانبا والالتزام بالحوار والمصالحة في لبنان


رحب البابا بندكتس الـ16 بتقديم سفير لبنان الجديد السيد جورج شكيب خوري أوراق اعتماده لدى الكرسي الرسولي وحيا من خلاله رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان والشعب اللبناني كله وتمنى أن يواصل بشجاعة جهوده لبنيان مجتمع موحَّد ومتضامن.

وشدد البابا في كلمته إلى السفير اللبناني الجديد على أن لبنان مهد ثقافة عريقة انتشرت على ضفاف المتوسط وخارجه وأنه بلد تتعايش فيه الطوائف المختلفة بأخوة وتعاون، مضيفا أن الشعب اللبناني يكن حبا عميقا لوطنه وثقافته وتقاليده، مخلصا وفيا لدعوته الانفتاحية الشاملة. وقال إن تاريخ لبنان السحيق كما موقعه في الخارطة الإقليمية المعقدة، ليعزز رسالته الأساسية في إرساء السلام والاتفاق بين الجميع.

ودعا الحبر الأعظم الجماعة الدولية لحماية لبنان وإظهار قيمته ، فتنأى به في التزامه الفاعل عن أن يكون مسرح صراعات إقليمية أو دولية، ذلك لكونه كنزا ثمينا بأيدي اللبنانيين من خلال الخبرة الحياتية والتعاون بين الطوائف والثقافات، ويجب بالتالي الحفاظ عليه وتثميره لخير الوطن أجمع، وتمنى أن يصبح لبنان مختبرا للبحث عن حلول فعالة للصراعات التي تعصف بالشرق الأوسط منذ أمد بعيد.

وإذ ثمّن تضافر جهود اللبنانيين والمسؤولين خلال الأشهر الأخيرة الماضية لعودة الحياة السياسية ومؤسسات الدولة إلى مسارها الطبيعي، قال الأب الأقدس إن انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة وحدة وطنية والتصديق على قانون انتخاب جديد أمور تعزز الوحدة الوطنية وتسهم في تعايش أصيل بين مختلف مكونات الأمة اللبنانية وأضاف أن الحوار الوطني المستمر مناسبة لتبيان التحديات الراهنة والعمل على تقديم تنازلات ضرورية لمواجهتها، من خلال نبذ المصالح الضيقة والتئام جراح الماضي.

وعلى الرغم من التشنجات الداخلية القائمة، تابع البابا، فمن الضروري مواصلة الدرب التي مهدها اتفاق الدوحة الأخير لبناء مؤسسات الدولة اللبنانية. ودعا كل مكونات الشعب اللبناني للشعور بالانتماء للبنان وأن حقوقها مصونة ومكفولة على أساس الاحترام المتبادل للجميع، كما دعا إلى تعزيز ونشر تربية حقيقية للضمائر على السلام والمصالحة والحوار، تتوجه بنوع خاص إلى الشباب.

وذكر بما قاله البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي (رجاء جديد للبنان): "ينبغي ألا يغيب أبدا عن البال أن القيام بمبادرة سلام قد يجرد الخصم من سلاحه، وغالبا ما يحمله، على التجاوب بإيجاب وبيد ممدودة" (رقم 98)، وأضاف بندكتس الـ16 أن سلاما مستداما ممكنٌ إذا تغلبت عند الجميع إرادةُ التعايش على أرض مشتركة واعتبارُ العدالة والمصالحة والحوار إطارا مناسبا لحل جميع مشاكل الأفراد والجماعات، عبر التعاون والتكافل لتمتين الثقة المتبادلة بين جميع الأطراف.

وأعرب الأب الأقدس للسفير الجديد عن اهتمام الكرسي الرسولي البالغ ومتابعته لتطورات الوضع عن كثب وثناءه على الجهود المبذولة لتسوية نهائية للمسائل التي يواجهها لبنان، كما أن الكرسي الرسولي الذي يدرك المعاناة الطويلة الأمد لشعوب المنطقة يواصل بحزم وعزم التزامه لصالح السلام والمصالحة في لبنان وفي كل منطقة الشرق الأوسط العزيزة.

ودعا الحبر الأعظم كل الكاثوليك في لبنان ليكونوا صانعي وحدة وأخوّة، بين مواطنيهم وبالاتحاد في الشركة العميقة مع أساقفتهم، على خطى الطوباوي الأب يعقوب الكبوشي رسول الرحمة وبشير كلمة الله الغيور، كما أمل أن يمتد هذا التواصل إلى التزام مشترك في خدمة الخير العام ووحدة الوطن والأمة اللبنانية.

السفير جورج خوري (52 عاما) من مواليد بعبدا لبنان، متأهل وله ثلاثة أولاد. مجاز في القانون والحقوق. عين قاضيا للتحقيق العسكري ومديرا للمخابرات في الجيش اللبناني. يتقن الفرنسية والإنكليزية.








All the contents on this site are copyrighted ©.