2008-11-14 14:48:02

مؤتمر الحوار بين الأديان من أجل السلام يُنهي أعماله بالتأكيد على تمسك المشاركين في خيار الحوار والتسامح واحترام مختلف الثقافات والأديان


أنهى مؤتمر الحوار بين الأديان من أجل السلام أعماله أمس الخميس في الأمم المتحدة بالتأكيد على تمسك المشاركين في خيار الحوار والتسامح واحترام مختلف الثقافات والأديان.

وفي إعلان تلاه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على الصحافيين أشار المشاركون إلى "أهمية إعلاء شأن الحوار والتفهم والتسامح بين الكائنات البشرية وكذلك احترام معتقداتهم وأديانهم وثقافتهم المختلفة".  وأضاف أن المشاركين في المؤتمر "أكدوا أيضا على رفضهم استعمال الدين لتبرير قتل أبرياء والقيام بأعمال إرهابية وأعمال عنف وقهر في تناقض مباشر مع دعوة جميع الأديان إلى السلام والعدالة والمساواة".

ويشكل هذا الإعلان الوثيقة النهائية لهذا المؤتمر الذي جمع لمدة يومين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ممثلين عن ثمانين دولة بينهم عشرون رئيس دولة أو رئيس حكومة بدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.

ولا يتعلق الأمر بـ"إعلان من الجمعية العامة" التي تضم مائة واثنين وتسعين بلداً أعضاء في الأمم المتحدة. وعارض عدد من الدول خصوصا دول غربية تبني مثل هذا الإعلان وبالتالي تبني قرار باسم الفصل بين السياسة والدين، حسبما أعلن دبلوماسيون.

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قال إن توفير الحرية الدينية جزء مهم من السياسة الخارجية الأميركية، جاء ذلك في كلمة أمام مؤتمر حوار الأديان الذي عقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك. وأضاف بوش أن الحوار بين الأديان هو السبيل إلى تحقيق الحرية وأن بلاده تحترم حقوق مواطنيها بجميع عقائدهم. وقال الرئيس الذي يغادر البيت الأبيض في كانون الثاني المقبل إن "الحرية تشمل حق كل إنسان في اختيار ديانته أو تغييرها، وكذلك في ممارستها في السر أو في العلن". واستشهد بما وصفه بالخطوة التاريخية التي اتخذتها الولايات المتحدة حيال الحرية الدينية للشعوب الأخرى "من تحرير معسكرات التعذيب في أوروبا إلى حماية المسلمين في بلدان مثل كوسوفو والعراق وأفغانستان". ورحب بوش بمبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي دعا إلى المؤتمر.

وكان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قد رحب بالمبادرة العربية للسلام التي قال إنها جاءت بالأمل إلى الشرق الأوسط. ووصف بيريز بعض العبارات في مشروع المبادرة العربية التي طرحها العاهل السعودي بأنها "ملهمة وواعدة وبداية جادة لتحقيق تقدم حقيقي". جاء ذلك أثناء كلمته أمام المؤتمر الذي عقد بناء على مبادرة أطلقها العاهل السعودي لفتح حوار بين أتباع الديانات المختلفة. وقال بيريز: "صاحب الجلالة ملك المملكة العربية السعودية، لقد استمعت لرسالتك، وآمل أن يصبح صوتك هو السائد في المنطقة كلها بين كل الشعوب، فهو على صواب، وهناك حاجة إليه وهو واعد".

وقال البيت الأبيض إن العاهل السعودي يعرف أن أمام بلاده طريقا طويلا لتحقيق تسامح الأديان، وإنه يحاول تحقيق بعض التقدم في هذا المجال. وقد دعا الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى قيام جبهة موحدة ضد الإرهاب "عدو كل الأديان" وإلى تشجيع التسامح بينها.

وقال العاهل السعودي "إن الإرهاب والإجرام هما عدوان لكل دين وكل حضارة، ولم يكونا ليظهرا لولا غياب مبدأ التسامح". وكانت السعودية قد طرحت خطتها للسلام قبل ست سنوات وتشمل اعتراف الدول العربية بإسرائيل مقابل إعادة الأراضي التي احتلتها منذ عام سبعة وستين. 

وتقول مراسلة بي بي سي في الأمم المتحدة لورا تريفيليان إن الدبلوماسيين وصفوا كلمات بيريز بأنها "رمزية" ولكن يبقى السؤال إن كانت ستعني شيئا لعملية السلام في الشرق الأوسط. وقال بيريز للصحفيين لاحقا انه يعتقد أن الأطراف اقتربوا خطوة إضافية من الهدف (عملية السلام) بينما اعترف بأنه لا تزال هناك عقبات جدية.

(نقلا عن موقع إيلاف الإلكتروني)








All the contents on this site are copyrighted ©.