البابا يتسلم أوراق اعتماد سفير جمهورية سان مارينو الجديد لدى الكرسي الرسولي

تسلم الأب الأقدس صباح الخميس في الفاتيكان أوراق اعتماد سفير جمهورية سان مارينو الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد سانتي كاندوتشي ووجه إليه كلمة نوه فيها بتاريخ شعب هذه البلاد الغني بالتقاليد الثقافية والدينية، وأشار إلى أن ترسيخ العلاقات المثمرة المتبادلة لا يعزز الحوار ويسهل الوئام بين السلطات والجماعة الكاثوليكية في جمهورية سان مارينو وحسب، إنما يخدم العمل المشترك لصالح التضامن والسلام في أوروبا والعالم.

وأضاف البابا أن كل أمة وكل مؤسسة، كبيرة كانت أم صغيرة، مدعوة اليوم للعمل بنشاط من أجل بناء مجتمع دولي يستند لقيم إنسانية وروحية متقاسمَة، وأشار إلى أن جمهورية سان مارينو ستقدّم إسهامها بالطبع واضعة بتصرف الجميع خبرة ماضٍ غني بالتاريخ والثقافة، تحتل فيه مكانَ الصدارة حماية العائلة، الخلية الأساسية لكل جماعة.

وتابع بندكتس السادس عشر قائلا إن تثمين التراث اليوناني ـ الروماني الذي اغتنى بلقاء المسيحية، يقدم فرصة لجمهورية سان مارينو للإسهام في جعْل أوروبا أرض حوار و "بيتا مشتركا" لأممٍ بمميزاتها الثقافية والدينية الخاصة، كما وذكّر البابا بتبدل الأوضاع البيئية والاجتماعية في يومنا الحاضر ولكنه أشار إلى أن هدف الالتزام الشخصي والجماعي في البحث عن خير كل فرد وبناء مجتمع منفتح على الاستقبال ومتنبِّه لحاجات الجميع الحقيقية، لم يتبدّل قط، وأكد أن مجموعة القيم والقوانين و"الأبجدية" الروحية التي مكّنت الشعوب الأوروبية خلال العصور الماضية من كتابة صفحات عريقة من التاريخ المدني والديني، تشكل إرثا ثمينا لا ينبغي تبديده وتراثا يجب تنميته بدعم من الاكتشافات الحديثة للعلم والتكنولوجيا والاتصالات الموضوعة في خدمة خير الإنسان الحقيقي.

كما وأشار البابا إلى أن "الاحترام المتبادل" و"الحوار الدائم" شرطان أساسيان "للعلمنة السليمة" الضرورية لبناء مجتمع تتعايش فيه بسلام تقاليد وثقافات وديانات متعددة وأضاف: عندما تتحدث الكنيسة الكاثوليكية من خلال رعاتها عن أهمية قيمة المبادئ الخلقية المتجذرة في إرث أوروبا المسيحي للحياة الخاصة والعامة على السواء، إنما ترغب بضمان وتعزيز كرامة الإنسان غير القابلة للانتهاك وخير المجتمع الحقيقي. وختم الأب الأقدس كلمته مقدمًا أطيب التمنيات لسفير سان مارينو الجديد لدى الكرسي الرسولي.

السفير الجديد سانتي كاندوتشي من مواليد عام 1944. متزوج وله ابنان ومجاز في الطب من جامعة بولونيا.