البابا يتحدث عن قيامة المسيح في تبشير القديس بولس ويقول ليست المسيحية طريقا سهلا بل تسلّق متطلب

احتشد زهاء 20 ألفا من الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، تغمرهم شمس تشرينية بأشعتها الدافئة، ليصغوا إلى كلمات البابا بندكتس الـ16 الذي تحدث خلال مقابلة الأربعاء العامة عن منحى القيامة الحاسم في لاهوت الرسول بولس المسيحاني بعد أن سلط الضوء الأربعاء الفائت على أهمية الصليب والفداء لبلوغ القيامة السعيدة والظافرة في حياة كل مسيحي مؤمن.

الصليب من دون القيامة مأساة: "لو لم يقمِ المسيح لكان إيماننا وتبشيرنا باطلين" هتف بولس في رسالته إلى الكورنثيين منطلقا من سر الذي أقامه الله الآب من الموت وصولا إليه، لأنه الألف والياء. فالمسيح قام من بين الأموات وهو حي فينا، هذا هو جوهر تعليم القديس بولس ومحور تبشيره.

لا بد للمسيحيين من الآلام والعذاب للسير في إثر المعلم الإلهي، كما يقول أغسطينس أسقف هيبونا، فالمسيحية ليست حياة سهلة بل تسلّق يتطلب عزما وإرادة وإيمانا صلبا، قال الأب الأقدس، ولكنها حياة ينيرها الرجاء لأنها مشاركة في الصليب بانتظار المشاركة في القيامة، الحدث الجوهري للإيمان والحدث المركزي في لاهوت بولس المسيحاني.

وحين يتكلم بولس على القيامة، لا يزدري التقليدَ مطلقا بل يجلُّ من سبقوه في إعلان مجيء الرب مسلطا الضوء على الرابط المتين بين قبول البشرى وإعلانها وعلى الوحدة بين المؤمنين أجمعين، وأمانة الكنائس كلها التي تشكل كنيسة واحدة لوديعة الإيمان المشترك. كما لفت البابا إلى أن اللاهوت هو لخدمة القيامة ولتظهير واقع القيامة في عالمنا اليوم.

لم يكترث بولس بإعداد وتدوين كتاب لاهوتي بل اهتم بالرد على تساؤلات المؤمنين المختلفة ليبين لهم أننا تبررنا بالمسيح الذي خلصنا بموته وقيامته. فلولا القيامة لغدتِ الحياة المسيحية عبثية والشواهد على ذلك كثيرة. وشدد الحبر الأعظم على أن بولس لم يبشر بحدث القيامة وحسب، بل بأننا تبررنا بالقيامة التي تكشف وتظهر حقيقة أن يسوع هو الرب. فالمؤمن الحقيقي ينال الخلاص حين يعترف بشفتيه أن يسوع هو الرب ويؤمن في قلبه بأنه قام من الموت، ولا بد من ترجمة إيمان القلب إلى شهادة علنية وصريحة.

وختم البابا قائلا إن المسيحي المؤمن يواكب عملية الخلاص التي انطلقت مع القيامة المرتكزة إلى رجاء بلوغ الوطن الحقيقي مع المسيح الذي في السماء. هذا ثم منح الجميع بركته الرسولية.