البطريرك صفير في قداس تذكار الموتى المؤمنين في إيطاليا: لو كان كل منا يذكر آخرته لما كنا نعاني ما نعاني في بلدنا

بعد مشاركته في سينودس (مجمع) الأساقفة بالفاتيكان خلال شهر تشرين الأول وبعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان في زيارة رسمية إلى إيطاليا والفاتيكان، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير القداس الاحتفالي في كنيسة القديسة ليبراتا للرهبانية المارونية المريمية لمناسبة تذكار الموتى المؤمنين عاونه فيه المطران غي بولس نجيم ولفيف من الكهنة والرهبان المقيمين وألقى عظة حول الآية الإنجيلية: "اسهروا وصلوا، لأنكم لا تعلمون ذلك اليوم ولا تلك الساعة" (مر 13/23).

قال الكاردينال صفير: "لو كان كل منا يذكر آخرته ويفكر بما ينتظره لدى الله من حساب دقيق عن كل ما يأتيه في حياته من أعمال ويفوه به من أقوال، غالبا ما تكون مهينة، لما كنا نعاني ما نعاني في بلدنا من مصائب وويلات وأعمال لا ترضي الله ولا تريح الناس.

وأضاف: "لنصل، وفي كل يوم، عن أرواح موتانا ولنذكر أننا حتما صائرون يوما، قَرُبَ ذلك اليوم أم بَعُدَ، إلى ما صاروا إليه، وأننا سنكون في حاجة إلى من يذكرنا أمام الرب بصلاة وصدقة تقدَمان لراحة نفوسنا على ما قال الإنجيل المقدس عن الغني الذي مات وبات يتطلع إلى من يمكنه أن يأتيه بشربة ماء، فسأل الله أن يرسل لعازر ليرطّب فمه بقطرة ماء، فقال له إبراهيم: "إن بيننا وبينكم وهدة عظيمة فلا يستطيع مَن عندنا أن يأتي إليكم ولا مَن عندكم أن يأتي إلينا" (لوقا 16/26).

وختم البطريرك الماروني عظته لمناسبة تذكار الموتى المؤمنين: "رحم الله موتانا وألهم من تفطّرت قلوبهم على فقدهم في هذه السنوات الأخيرة من جراء الاقتتال والحروب الداخلية، (ألهمهم) الصبر والعزاء، وتولاّنا برحمته وعفوه ورضوانه وسدّد خطانا إلى ما فيه خيرنا ورضاه".