2008-11-02 15:14:38

في عيد تذكار الموتى المؤمنين البابا يسأل العذراء أن تقوي وترسّخ إيماننا بالحياة الأبدية


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة ظهراً عندما أطل البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص في القصر الرسولي بالفاتيكان ليتلو والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي كعادته ظهر كل أحد. قال البابا: تحيي الكنيسة في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر تذكار الموتى المؤمنين. ينبغي علينا نحن المسيحيين أن نعيش العلاقة مع الموتى المؤمنين في ضوء حقيقة الإيمان، وأن ننظر بأعين الإيمان إلى الموت والحياة الآخرة. فالقديس بولس الرسول ومن خلال كتاباته إلى الجماعات المسيحية الأولى حث المؤمنين على "ألا يحزنوا كسائر الناس الذين لا رجاء لهم ... فأما ونحن نؤمن بأن المسيح قد مات ثم قام فكذلك نؤمن بأن الذين ماتوا في المسيح سينقلهم الله إليه معه". (1 تسالونيقي 4، 13 – 14). ومن هنا تابع البابا يقول تبرز ضرورة التبشير بالإنجيل وتسليط الضوء على حقيقة الموت والحياة الأبدية.

وفي الرسالة العامة حول الرجاء المسيحي، تساءلتُ عن سر الحياة الأبدية، أما يزال الإيمان المسيحي في عالم اليوم مصدر رجاء للبشر يبدل حياتهم ويقود خطاهم؟ هل يطمح رجال ونساء زمننا إلى الحياة الأبدية؟ أم أصبح  الوجود الأرضي أُفقهم الوحيد؟ فالقديس أغسطينوس كان يقول إن كل البشر يبحثون عن السعادة. تجذبهم السعادة إليها دون أن يعرفوا جيداً ما هي هذه السعادة. إن هذا "الرجاء" يجمع رجال ونساء كل زمان ومكان. لكن الحياة والفرح يبلغان كمالهما من خلال العيش مع يسوع المسيح.

فلنجدد في هذا اليوم رجاءنا بالحياة الأبدية المرتكزة إلى موت المسيح وقيامته من بين الأموات. فالرب يسوع يخاطب كل واحد منا قائلا: "لقد قمتُ من الموت وأصبحت معك الآن دائماً ... سأكون في انتظارك أمام باب الموت، حيث لا يستطيع أحد أن يرافقك، ولا تستطيع أن تحمل معك شيئاً .. سأنتظرك هناك لأحول الظلمات إلى نور". هذا ثم ذكر البابا بضرورة الصلاة من أجل راحة أنفس الموتى، وقال إن الكنيسة تحثنا في هذا اليوم بالذات على الصلاة من أجل موتانا الأحباء، والوقوف أمام مقابرهم.

وقبل أن يوجه تحياته بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين سأل الحبر الأعظم مريم العذراء، نجمة الرجاء، أن تقوي وترسّخ إيماننا بالحياة الأبدية. ثم منح الكل فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.