2008-10-31 15:38:14

البابا يستقبل الرئيس اللبناني ميشال سليمان: لمحة عن نداءات بندكتس السادس عشر من أجل لبنان


استقبل البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان رئيس الجمهورية اللبنانية الذي بدأ يوم الأربعاء زيارة رسمية لإيطاليا والفاتيكان. استغرق اللقاء أكثر من خمس وعشرين دقيقة قبل أن يلتقي سليمان أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو برتوينه بحضور أمين سر الدولة للعلاقات مع الدول المطران دومينيك مامبيرتي ووزير الخارجية والمغتربين اللبناني فوزي صلوخ.

وفي أعقاب اللقاء صدر بيان عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي جاء فيه أن الحبر الأعظم أعرب لمحاوره اللبناني عن اهتمام الكرسي الرسولي بلبنان، والتزامه المستمر في سبيل الحفاظ على هوية لبنان المميزة. وأعرب البابا عن تقديره للجهود التي يبذلها القادة السياسيون في لبنان لتستعيد البلاد حياتها السياسية الطبيعية وليتسنى للبنانيين كلهم تقديم إسهامهم من أجل تحقيق الخير العام. وتوقف الجانبان في ختام اللقاء عند أوضاع الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط وتباحثا في التطورات الراهنة على ساحة الأحداث الإقليمية، متمنيَّين أن يتم التوصل في القريب العاجل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.

وكان الحبر الأعظم قد أطلق نداءات عدة من أجل الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار في لبنان، أكان خلال حرب تموز يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله أم أثناء الأزمة السياسية الحادة التي اجتازها لبنان وولدت فراغاً دستورياً انتهى في الخامس والعشرين من أيار مايو الماضي مع انتخاب قائد الجيش السابق ميشال سليمان على رأس الجمهورية.

وقبل أسبوعين على انتخاب سليمان أطلق البابا بندكتس السادس عشر نداءاً من أجل لبنان بعد تلاوته صلاة افرحي يا ملكة السماء يوم الأحد الحادي عشر من أيار مايو الفائت، دعا فيه اللبنانيين إلى طرح منطق المواجهة العدائية العنيفة جانبا  قبل أن يفوت أوان الإصلاح، مشيراً إلى أنه شديد القلق إزاء ما يجري على الساحة اللبنانية، على أثر الصدامات المسلحة غرب بيروت التي أوقعت العديد من القتلى والجرحى.

ودعا البابا آنذاك جميع اللبنانيين لاعتماد الحوار والتفاهم المتبادل والبحث عن تنازل مقبول كوسيلة وحيدة لعودة المؤسسات إلى لبنان وضمان الاستقرار والأمن للشعب اللبناني ولكرامة الحياة اليومية وغناها بالرجاء المستقبلي. وأهاب الحبر الأعظم بلبنان أن يحيا بجرأة دعوته الأساسية في الشرق الأوسط والعالم أجمع فيكون علامة لتعايش سلمي حقيقي وبنّاء بين البشر، بشفاعة مريم العذراء سيدة لبنان.

وذكّر البابا بما جاء في الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" من أن "الجماعات المختلفة التي تكوّن هذا البلد هي ثروة وفرادة وعقبة في آن، غير أن إحياء لبنان، بالنسبة إلى جميع سكان هذه الأرض، إنما هو مهمة مشتركة". وسأل الرب فيض الروح القدس، روح الوحدة والوفاق والسلام والمصالحة.

يُشار أخيراً إلى أن الكاثوليك في لبنان يشكلون نسبة تسعة وأربعين فاصلة ثلاثين بالمائة من مجموع عدد السكان البالغ ثلاثة ملايين وسبعمائة وسبعة وخمسين ألف نسمة. يتوزع المؤمنون الكاثوليك على أربع وعشرين مقاطعة كنسية، ويسهر على خدمتهم الروحية تسعة وأربعون أسقفاً وألف وأربعمائة وتسعة وسبعون كاهناً. تدير الكنيسة الكاثوليكية في لبنان ثمانمائة وواحد وأربعين معهداً تربوياً (باستثناء الجامعات) إضافة إلى أربعمائة واثنين وأربعين مركزاً صحياً وخيرياً.








All the contents on this site are copyrighted ©.