البابا يتسلم أوراق اعتماد سفيرة كندا الجديدة لدى الكرسي الرسولي

تسلم البابا بندكتس السادس عشر صباح الخميس في الفاتيكان أوراق اعتماد سفيرة كندا الجديدة لدى الكرسي الرسولي السيدة آن ليهي، ووجه إليها كلمة ضمنها تحية للشعب الكندي بأسره مذكِّرا بالاحتفال عما قريب بالذكرى الأربعين لقيام علاقات دبلوماسية بين الكرسي الرسولي وكندا، وبزيارات يوحنا بولس الثاني الثلاث لهذا البلد، وآخرها عام 2002 احتفالا باليوم العالمي للشباب كما أثنى على إنعاش العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والسكان الأصليين في كندا. هذا ورحب الحبر الأعظم بتمسك كندا في تعزيز التعاون المتعدد الأطراف لحل مشاكل عديدة في زمننا الحاضر، وقال إن التزامها بدعم جهود الجماعة الدولية في البحث عن السلام والمصالحة وترسيخهما في مناطق عديدة من العالم يشكل إسهامًا قيما في بناء عالم أكثر عدلا وتضامنا.

كما وأشار البابا إلى التزام كندا والكرسي الرسولي مع دول أخرى، في دعم تطبيق معاهدة منْع الألغام المضادة للأشخاص، وقال إن هذه المعاهدة تشكل وسيلة دولية حقّقت نجاحًا كبيرًا في مجال نزع السلاح، مذكّرا بما قاله سلفه يوحنا بولس الثاني "عندما تتّحد الدول، في مناخ من التفاهم والاحترام المتبادل والتعاون، لمقاومة ثقافة الموت وبناء ثقافة الحياة، تنمو قضية السلام في ضمائر الأشخاص والبشرية كلها". كما وذكّر البابا بجهود كندا والكرسي الرسولي ودول أخرى لصالح الاستقرار والسلام والتنمية بمنطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا.

وتابع الأب الأقدس كلمته قائلا إن الكثلكة شكلت حجر زاوية في بناء المجتمع الكندي، مذكّرًا بأهمية الدفاع عن الحياة والعائلة المؤسَّسة على الزواج، وأشار أيضًا إلى أن ممارسة الحرية هي عبارة يتم التذرُّع بها في غالب الأحيان لتبرير بعض التجاوزات، وتُفهم ممارستها كقيمة مطلقة فقط وحق لا يُمس، ويتم تجاهل أهمية الأصول الإلهية للحرية وبُعدها الجماعي الضروري لبنائها.

وأكد الحبر الأعظم دعم مبادرات أساقفة كندا من أجل تعزيز الحياة العائلية وكرامة الشخص البشري وتحدث أيضًا عن الدور الهام الذي تلعبه المدارس الكاثوليكية في التربية الإنسانية والروحية وأشار إلى إن ضمان تربية دينية للأطفال هو حق للأهل غير قابل للتصرف. وذكّر الأب الأقدس في ختام كلمته لسفيرة كندا بالمؤتمر القرباني الدولي التاسع والأربعين الذي استضافته بلادها في الثاني والعشرين من حزيران يونيو الفائت، وحث الأساقفة والمؤمنين على وضْع رجائهم دومًا في كلمة الله والشهادة بلا خوف لقوة المحبة الإلهية، وتمنى أن يكون التزام المسيحيين في حياة المجتمع، وعلى الدوام، تعبيرًا عن محبةٍ تبحث عن خير الإنسان.