2008-10-26 12:44:05

إنجيل الأحد: محطة روحية عند كلمة الحياة


وبلغ الفريسيينَ أن يسوع أفحم الصدّوقيين فاجتمعوا معا. فسأله واحد منهم ليحرجه: "يا معلم، ما هي الوصية الكبرى في الشريعة؟" فقال له: "أحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك. تلك هي الوصية الكبرى والأولى. والثانية مثلُها: أحبب قريبك حبك لنفسك. بهاتين الوصيتين ترتبط الشريعة كلها والأنبياء". (متى 22/34-40)

 

قراءة من القديس يوحنا فم الذهب (+407)

المحبة المسيحية

 

من الصعب أن تجد أحدا يحب قريبه فقط لأجل المسيح لأن ما يربط الناس عادة هو المصالح المادية، لكن محبةً بمثل هذه الدوافع تكون فاترة ومؤقتة ونراها تتفكك مع أصغر مشكلة، إما بالكلام الشائن أو الغيرة وحب الظهور أو أي أمر آخر مماثل، لأنه ليس لها أساس روحي.

ولكن المحبة التي أساسها وسببها المسيح هي ثابتة وباقية ولا شيء يستطيع حلها، ل الوشايات ولا الأخطار ولا حتى التهديد بالموت. من يملك المحبة المسيحية، مهما قاسى من شخص ما، لا يتوقف عن محبته لأنه لا يتأثر بأية مصاعب تواجهه بل يستلهم المحبة من المسيح، لذلك فالمحبة المسيحية لا تسقط أبدا كما قال بولس الرسول إلى أهل كورنتوس.

بماذا تستطيع حقا أن تتذرع لكي تتوقف عن محبة قريبك؟ بأنك فيما أنت تكرهه هو يشتمك؟ أو فيما أنت تحسن إليه يريد هو أذيتك؟ إن كنت تحبه من أجل المسيح فهذه الأسباب ستجعلك تحبه أكثر لأن كل الذين يبطلون المحبة النفعية والمعتادة يزيدون المحبة المسيحية، كيف ذلك؟ أولا لأن كل تصرف نحوك بعدوانية، يضمن لك مكافأة من الله، وثانيا لأنه إنسان مريض روحيا ويحتاج إلى عطفك ومساعدتك. (من أقوال الحياة، الجزء الأول)








All the contents on this site are copyrighted ©.