2008-10-22 15:43:52

أعمال الجمعية العادية الثانية عشرة لسينودس الأساقفة


واصل آباء السينودس نقاشاتهم  في إطار الفرق اللغوية المصغرة التي عقدت صباح الأربعاء جلستها السابعة لإعداد المقترحات التي ستتضمنها الوثيقة الختامية للسينودس حول كلمة الله في حياة الكنيسة ورسالتها وهي ثلاثة وخمسون بينها مقترح مكرس للإسلام عرضها على الصحفيين أمس الثلاثاء رئيس المجلس البابوي للثقافة الأسقف جانفرانكو رافازي الذي يقود في إطار السينودس اللجنة المعنية بإعداد الوثيقة الختامية.

مع ذلك قد يتغير عدد المقترحات مع سير النقاشات قبل نهاية السينودس يوم السادس والعشرين من الجاري. وستُرفع إلى البابا بندكتس السادس عشر الذي سيُعد غداة انتهاء الأعمال السينودسية إرشاده الرسولي. عن الإسلام تمنى الأساقفة حوارا يرتكز إلى الكتاب المقدس بهدف البحث عن الحقيقية. وفي هذا الإطار لم تخل مداخلات آباء السينودس من الإشارة إلى جميع المسيحيين المضطهدين بدافع كلمة الله وخصوصا في الهند والعراق وإلى ضرورة ضمان الحرية الدينية مع كلمات ثناء على جهود معملي الدين والعلمانيين والرهبان والراهبات الملتزمين في نشر الرسالة المسيحية.

تتضمن المقترحات أيضا توسيع دور النساء في الليتورجية وخصوصا في قراءة الكتاب المقدس خلال الاحتفالات الدينية. كما ركز الآباء اهتمامهم على مسألة تفسير الكتاب المقدس وعلاقته بتقاليد الكنيسة وسوف يطلبون من مجمع عقيدة الإيمان توضيحا دقيقا حول مسائل الوحي والحقيقة في الكتاب المقدس وأكثر منه، كما اقترح الحبر الأعظم، تخطي الانشقاق بين القراءة التاريخية والعلمية للبيبيا. قال الأسقف رافازي إن السينودس سيوجه نداء كي يكون الكتاب المقدس في متناول يد جميع المؤمنين وفي كل بيت وعائلة ليصل أيضا إلى الأطفال.

مقترحات أخرى حول الحركة المسكونية والليتورجية وتحسين العظات وعلاقة الكتاب المقدس بالمعمدين وبغير المؤمنين. زد إلى ذلك مسألة البدع المسيحية الأصولية التي تشكل تحديا كبيرا للكنيسة الكاثوليكية والتي تستخدم الكتاب المقدس بطريقة تخلو من الحس النقدي. وبدافع الخوف، قال رئيس المجلس البابوي للثقافة، تلجأ هذه البدع إلى البحث عن الحقيقية بشكل آلي بدون أن تواجه واقعا متشابكا. ومن الناحية النظرية، أضاف الأسقف رافازي، فإن الأصولية هي نفي التجسد إذ إنها تعتبر النص الأدبي حارس الرسالة، لكنه حذر قائلا الثقة العمياء ليست إلا عدم الأمانة.

رئيس المجلس البابوي لوحدة المسيحيين الكردينال فالتر كاسبر تحدث عن الانشقاقات التي ميزت تاريخ الكنيسة لكن كلمة الله الحية ظلت الرابط الأساسي بين مختلف أجزاء الكنيسة. عن الكتاب المقدس قال الكردينال كاسبر إنه أساس الحوار المسكوني أكان على الصعيد العقائدي أم على الصعيد الروحي.

لدى خروجه من قاعة السينودس صباح اليوم توقف بطريرك البندقية الكردينال سكولا للكلام مع الصحفيين فقال لقد حُكم علينا بالحوار مع الإسلام. إنها مسيرة تاريخية لا تقتضي إذن أحد وبالإمكان توجيهها ولا تحاشيها. حوار مع الشرائح الأكثر اعتدالا في الإسلام. بإمكاني أن أطلق عليها اسم مسيرة حضارية خلاسية. لا بد أن يكون للحوار قاعدتان: معرفة الإسلام من طرفنا ومعرفة المسيحية وتاريخنا وتقاليدنا من طرفهم. أعتقد أن الدرب السليم لإطلاق هذا الحوار يمر بالضرورة عبر المسيحيين العائشين في البلدان ذات الأغلبية المسلمة. 








All the contents on this site are copyrighted ©.