2008-10-18 14:43:24

الجلسة التاسعة عشرة لأعمال الجمعية العامة العادية الثانية عشرة لسينودس الأساقفة


233 من آباء السينودس شاركوا صباح السبت في الجلسة التاسعة عشرة لأعمال الجمعية العامة العادية الثانية عشرة لسينودس الأساقفة حيث تم تقديم مسودة الرسالة الختامية للسينودس ومناقشتها. كما تعاقب على الكلام عدد من الآباء بينهم مدير مدرسة اللاهوت للعلمانيين في أبرشية ياوندي بالكمرون، الأب فيديل مابيغلي، والرئيسة العامة لرهبنة بنات القديس بولس في إيطاليا بالإضافة إلى أستاذ اللاهوت البيبلي في كلية اللاهوت في أوروغواي الأب بابلو ماس والسيدة إيلفيرا غو المعنية برعوية الكتاب المقدس في الفيليبين.

فرق العمل اللغوية المصغرة الموزعة على خمس لغات: الإيطالية، الفرنسية، الإنكليزية، الإسبانية والألمانية قدّمت في الجلسة الثامنة عشرة أمس الجمعة تقاريرها بهدف تحديد المواضيع الرئيسة التي ستناقَش في المقترحات الختامية للسينودس. فريق العمل اللغوي الإسباني الذي يمثل أغلبية الكاثوليك في العالم دعا الكرسي الرسولي إلى الحذر في الحوار مع الإسلام حيث حقوق المرأة في الزواج وفي العائلة غير مُعتبَرة خلافا لنصوص شرعة حقوق الإنسان التي وضعتها الأمم المتحدة. 

إلى هذا يضاف رفض مقترح تم تقديمه خلال أول أسبوعين من أعمال الجمعية السينودسية أي عقد ملتقى مشترك مع اليهود والمسلمين حول كلمة الله. تساءل واحد من كرادلة الكوريا الرومانية الملتزمين في الحوار الديني المشترك: كيف لنا أن نقوم بتأمل مماثل إذا كنّا لا نُقر بأن القرآن هو كلمة الله؟ رئيس حركة شركة وتحرير الأب جوليان كارّون لخص وجهات نظر الفريق اللغوي الإسباني فأكد ضرورة أن تأخذ الكنيسة الكاثوليكية بعين الاعتبار، في علاقاتها مع الإسلام، المفهوم الإسلامي للزواج والعائلة حيث حقوق المرأة لا تتمتع بأي اعتبار خلافا لما تنص عليه شرعة حقوق الإنسان. زد إلى ذلك قال الأب كارّون أن الحق في العالم الإسلامي يدخل في إطار الشريعة الإسلامية.

تأتي هذه الوقفة في الحوار الديني المشترك بين المسيحيين والمسلمين عشية انعقاد مؤتمر في جامعة غريغوريانا الحبرية بروما من 4 حتى 6 من نوفمبر القادم يضم فقهاء مسلمين انضموا إلى نداء "كلمة مشتركة" (أي ما يُعرف برسالة الـ 138) وممثلين عن العالم الكاثوليكي. ولقد تم الإعلان عن هذا المؤتمر في مارس الفائت على أثر لقاء على مستوى عال بين مسؤولين دينيين مسلمين وكاثوليك.

ولقد رحب في حينه الطرفان بهذا الموعد الذي أشار إليه الكردينال جان لوي توران رئيس المحلس البابوي للحوار ما بين الأديان كسانحة مواتية لنسج علاقات جديدة بين الكنيسة الكاثوليكية والعالم الإسلامي بعد الأزمة وليدة خطاب البابا بندكتس السادس عشر في راتيسبون. ومنذ ذاك التاريخ تضاعفت مبادرات الحوار بما فيها مؤتمر على مستوى عال في مدريد برعاية العاهل السعودي الملك عبد الله. ويبدو أن لقاء نوفمبر راح يتشابك أكثر من التوقعات إذ اضُطر المنظمون إلى زيادة عدد المشاركين من 24 إلى 29 لتحاشي استثناءات قد تزعج البعض.

وعلى الرغم من السرية التي تخيم على أسماء المشاركين تم التأكد من حضور أكاديمي شيعي إيراني وربما يحضر أيضا المؤرخ الديني طارق رمضان. مع ذلك سيحضر مؤتمر روما الخبراء الخمسة الذين شاركوا في مؤتمر مارس بقيادة رئيس الأكاديمية الإسلامية البريطانية عبد الحكيم مراد. يرأس الوفد الكاثوليكي الكردينال جان لوي توران رئيس المجلس البابوي للحوار ما بين الأديان. أما موضوع المؤتمر الذي يستغرق يومين ويجري في جلسات مغلقة فهو "محبة الله، محبة القريب". ويُتوقع أن يستقبل البابا بندكتس السادس عشر المشاركين يوم السادس من نوفمبر.

وفي إطار الحوار الديني المشترك اقترح آباء السينودس اللجوء إلى شخصية القديسة إيديت ستاين، شهيدة أوشفيتز، التي ارتدت من اليهودية إلى المسيحية كجسر بين الديانتين. كما جرى التأكيد أيضا على ضرورة قيام علاقة إيجابية مع الإسلام، لأن الحوار مع هذا الدين ليس خيارا إنما حاجة حيوية للمستقبل، وعلى حق الجميع في قبول إعلان الكلمة الإلهي. وفي هذا الصدد طلب السينودس مزيدا من الاهتمام بالفقراء والمهملين والمعوقين مثنيا على جهود الرابطات والفرق العاملة لصالح حقوق الإنسان كي تقبل نور كلمة الله.

مواقف آباء السينودس حول العالم الإسلامي أثارت ردود فعل ممثلي الجماعة الإسلامية في إيطاليا إذ قال يحيا بالاّفيشيني رئيس الجاليات الإسلامية الإيطالية إنها مواقف تستند إلى ذرائع وإنه مستعد لمناقشة هذه المواضيع مع الأساقفة. من جهته رأى ماريو شالويا عضو الرابطة الإسلامية العالمية وعضو المجلس الإداري لمسجد روما أنه من السابق لأوانه تجميد العلاقات استنادا إلى مفهوم مختلف لحقوق المرأة ولا يمكن تعميم هذا المفهوم إذ إن الإسلام يحتوي على تيارات ومواقف كثيرة. مع ذلك أكد المسؤول الإسلامي أن الحوار مستمر. 

من مداخلات آباء السينودس يبدو أن الكنيسة تحاول داخل الإطار العقائدي الحالي إيجاد وسائل لإعطاء دور العلمانيين ولاسيما النساء مزيدا من "الرسمية" إنْ صح التعبير. الراهبة كريستين شينكْ الناطقة بلسان "كنيسة المستقبل" التي تعمل من أجل تمثيل أفضل للنساء في الكنيسة رأت أن التعديلات قيد البحث تشكل تقدما هاما وقالت أنْ يتكلم الأساقفة عن هذه المسألة أمر يعكس نجاحا كبيرا.

ولزيادة ترجمة الكتاب المقدس إلى لغات قليلة الانتشار ارتأت الفرق اللغوية أن على الكنيسة تسهيل إنشاء صندوق من قبل الرابطات البيبلية لتمويل هذا المشروع.  أما فكرة تنظيم مؤتمر عالمي حول كلمة الله فلاقت ترحيبا محدودا من قبل آباء السينودس الذين دعوا إلى التركيز على المؤتمرات القربانية الدولية. الفريق اللغوي الفرنسي سطر ضرورة قراءة للكتاب المقدس تبدأ من العائلة وتستمر عبر أمسيات بيبلية في الرعايا لتنتهي في زيارات حج دينية إلى الأراضي المقدسة لأن حجا على خطى المسيح والرسل من شأنه أن يجدد الإيمان.








All the contents on this site are copyrighted ©.